بمعونتهم ان ساروا عليها والكفالة والحراسة لهم في الدنيا. والخلود لهم في نعيم الجنة في الآخرة ان هم أطاعوا والتزموا بها وحذرهم عن السلوك في طريق الضلال وهددهم ان هم خالفوا ابتلاهم في الدنيا ودخولهم الى جهنم في الآخرة.
فالذين يستحقون هداية الله هم الذين أذعنوا وأطاعوا وطلبوا منه العون والتوفيق. والذين استحقوا الضلال هم الذين خالفوا أمره العون والتوفيق ، والذين استحقوا الضلال هم الذين خالفوا امره وأعرضوا عن طاعته فكالهم لأنفسهم فضلوا السبيل : (وقالوا ا اذا كنّا الخ كأنه حاضر الآن. وكأنما الدنيا التي كانوا فيها قد انطوت صفحتها وصارت ماضيا بعيدا.)
ثم يأتي التنبيه : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ قادِرٌ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ).
فأية غرابة في البعث والله الذي خلق هذا الكون الهائل هو قادر على أن يخلق مثل هذا الانسان الصغير الذي لا يساوي ذرة صغيرة من هذا الكون : (فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُوراً).
(وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى تِسْعَ آياتٍ بَيِّناتٍ فَسْئَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ إِذْ جاءَهُمْ فَقالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يا مُوسى مَسْحُوراً (١٠١) قالَ لَقَدْ عَلِمْتَ ما أَنْزَلَ هؤُلاءِ إِلاَّ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ بَصائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً (١٠٢) فَأَرادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْناهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعاً (١٠٣) وَقُلْنا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنا بِكُمْ لَفِيفاً (١٠٤) وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً (١٠٥))
البيان : انها كلمة الحق والتوحيد والدعوة الى ترك الظلم والطغيان والايذاء التي لا تصدر في عرف الطاغية الا من مسحور لا يدري ما يقول. ولا يرفع أحد رأسه ليتحدث بهذا القول.