فالحق لا ينثني ولا ينحني. وانما يسير في رفعته وعزته التي لا يدنو اليها ذل أو انخفاض وحيث ترى بعض المسلمين أو دول الاسلام يتسكعون على أعتاب اهل الكفر والضلال. انما ذلك لخروجهم عن الاسلام ونبذ الاسلام لهم في واقع الحال والمظاهر والادعاءات لا تغير الواقعيات. فمن لم يرضه الحق لا يرضيه الباطل. ومن لم يجعل هواه تبعا لسيده ومولاه فهو عبد آبق ومن لم يحن هامته ويطامن من كبريائه أمام جلالة الخالق العظيم فلا خير فيه ولا كرامة له في الاسلام والحق المبين. فان الحساب أمامه ونهاية أمره الى جهنم وبئس المصير ان لم يرجع ويتوب والذي يترفع على المؤمنين الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي لا يريد رضاه فلا خير فيه ولا كرامة له. (إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ ناراً) فهي لا تحتاج الى جهد لا يقادها (وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ)
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً (٣٠) أُولئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِياباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ نِعْمَ الثَّوابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً (٣١))
(وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنا لِأَحَدِهِما جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنابٍ وَحَفَفْناهُما بِنَخْلٍ وَجَعَلْنا بَيْنَهُما زَرْعاً (٣٢) كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنا خِلالَهُما نَهَراً (٣٣) وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقالَ لِصاحِبِهِ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالاً وَأَعَزُّ نَفَراً (٣٤) وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ قالَ ما أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هذِهِ أَبَداً (٣٥) وَما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْها مُنْقَلَباً (٣٦))
البيان : فهما جنتان مثمرتان من الكرم ويتفجر بينهما نهر (كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها ...) انه الغرور يخيل لذوي الجاه والسلطان والثراء. ان القيم التي يعاملهم بها أهل هذه الدنيا الفانية تظل محفوظة لهم حتى الملأ الاعلى.
(قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ