في البحر الاحمر. فهذه المنطقة كانت مسرح تاريخ بني اسرائيل بعد خروجهم من مصر.
وعلى أي حال فقد تركها القرآن مجملة والله هو العالم الخبير.
والارجح أن الحوت كان مشويا وان احياءه واتخاذ سبيله في البحر كان آية من الله تعالى لموسى ليعرف موعده. بدليل عجيب أعجب فتاه. ويرجح أن الرحلة كلها مفاجآت غيبية وأدرك موسى انه جاوز الموعد الذي حدده ربه له للقاء عبده الصالح وانه هنالك عند الصخرة ثم عاد على أثره هو وفتاه فوجداه (قالَ ذلِكَ ما كُنَّا نَبْغِ).
ويبدو ان ذلك اللقاء كان سر موسى وحده مع ربه. فلم يطلع عليه فتاه حتى لقياه. ومن ثم ينفرد موسى والعبد الصالح في القضية بكاملها. (قال (أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً).
بهذا الادب اللائق بنبي يستفهم ولا يجزم ويطلب العلم الراشد من العبد الصالح العالم. (قالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً) ويعزم موسى على الصبر والطاعة ويستعين بالله ومشيئته. (قال ستجدني صابرا) فيزيد الرجل توكيدا وبيانا (فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً)
(فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا رَكِبا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَها قالَ أَخَرَقْتَها لِتُغْرِقَ أَهْلَها لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً (٧١) قالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً (٧٢) قالَ لا تُؤاخِذْنِي بِما نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً (٧٣) فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا لَقِيا غُلاماً فَقَتَلَهُ قالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً (٧٤) قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً (٧٥) قالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَها فَلا تُصاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً (٧٦))
البيان : سفينة تحملهما وتحمل معهما ركابا. وهم في وسط اللجة. ثم يجيء هذا العبد الصالح فيخرق السفينة. ان ظاهر الامر هنا أن هذه الفعلة تعرض السفينة وركابها لخطر الغرق وتؤدي بهم الى هذا الشر. فلماذا يقدم الرجل على هذا الشر.