مستحقون ذلك لاجرامهم وعصيانهم. وان كان الله تعالى أمهلهم لحكمة اقتضتها ارادته فيهم. فلم يعاجلهم في الدنيا. بل جعل لهم موعدا لا يخلفونه.
(وَتِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا) فلا يغرنهم امهال الله لهم فان موعدهم آت عن قريب.
(وَإِذْ قالَ مُوسى لِفَتاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً (٦٠) فَلَمَّا بَلَغا مَجْمَعَ بَيْنِهِما نَسِيا حُوتَهُما فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً (٦١) فَلَمَّا جاوَزا قالَ لِفَتاهُ آتِنا غَداءَنا لَقَدْ لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَباً (٦٢) قالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَما أَنْسانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً (٦٣) قالَ ذلِكَ ما كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلى آثارِهِما قَصَصاً (٦٤) فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً (٦٥) قالَ لَهُ مُوسى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً (٦٦))
(قالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً (٦٧) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً (٦٨) قالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ صابِراً وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً (٦٩) قالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً (٧٠)) ..
البيان : هذه الحلقة من سيرة موسى (ع) لا تذكر في القرآن كله الا فى هذا الموضع من هذه السورة والقرآن لا يحدد المكان الذي وقعت فيه الا بأنه (مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ) ولا يحدد التاريخ الذي وقعت فيه من حياة موسى (ع). هل كان ذلك هو فى مصر قبل خروجه ببني اسرائيل ، أم بعد خروجه بهم. كذلك لا يذكر القرآن شيئا عن العبد الصالح الذي لقيه موسى (ع) من هو وما اسمه. وقد ورد في بعض الاخبار انه الخضر (ع) والله أعلم بحقيقة الحال.
والارجح أن مجمع البحرين (بحر الروم وبحر القلزم) أي البحر الابيض. والبحر الاحمر. ومجمعهما مكان التقائهما في منطقة البحيرات المرة وبحيرة التمساح. أو انه مجمع خليجي العقبة والسويس