(فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ ما نُهُوا عَنْهُ قُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ)
ولما نزل العذاب دمر الفئتين التي عصت واصطادت والتي لم تصطد ولم تنكر على العاصين
(وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (١٦٧) وَقَطَّعْناهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَماً مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذلِكَ وَبَلَوْناهُمْ بِالْحَسَناتِ وَالسَّيِّئاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (١٦٨)
فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا الْأَدْنى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقَّ وَدَرَسُوا ما فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (١٦٩) وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (١٧٠))
البيان : صفة هذا الخلف الذي جاء بعد ذلك السلف من قوم موسى (ع) انهم ورثوا الكتاب ودرسوه ولكنهم لم يتكيفوا به ولم تتأثر قلوبهم ولا سلوكهم ، شأن العقيدة حين تتحول الى ثقافة تدرس وعلم يحفظ لا غير بدون تفهم وعمل واتقان وتمحيص.
(أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا ما فِيهِ).
اذن الدراسة لا تجدي ما لم تخالط القلوب ، وكم من دارسين للدين وقلوبهم عنه بعيدة. انما يدرسونه ليتأولوا ويحتالوا ويحرّفوا الكلم عن مواضعه. ويجدوا المخارج للفتاوى المغرضة التي تنيلهم عرض الحياة الدنيا ، وهل آفة الدين الا الذين يدرسونه دراسة سطحية ، ولا يأخذونه عقيدة حقيقية صادقة ، ولا لاجل العمل به باخلاص لوجه الله عزوجل (وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ ، أَفَلا تَعْقِلُونَ)، نعم انها الدار الآخرة ان وزنها في قلوب الذين يتقون هو وحده الذي يرجح