ومغرب الشمس هو المكان الذي يرى الرائي ان الشمس تغرب فيه وراء الافق الذي هو فيه وهو يختلف بالنسبة للاماكن. والظاهر من نص القرآن أن ذا القرنين غرب حتى وصل الى نقطة على شاطىء المحيط الاطلسي ـ وكان يسمى بحر الظلمات وتنتهي عنده اليابسة والارجح انه كان عند مصب أحد الانهار. حيث تكثر الاعشاب ويتجمع حولها طين لزج وتوجد البرك وكأنها عيون الماء. فرأى الشمس تغرب هناك ـ أي تغيب عن البصر ـ.
وقد أعلن ان المعتدين الظالمين سوف نعذبهم ثم يردوا الى ربهم فيعذبهم أيضا. وهذا هو دستور الحكم الصالح فالمؤمن الصالح ينبغي أن يجد الكرامة والتيسير والجزاء الحسن والمعتدي الظالم يجب أن يلقى العذاب والقصاص. قال تعالى (وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ).
(ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً حَتَّى إِذا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ) : وما قيل عن مغرب الشمس قيل في مشرقها. فالمقصود هو مطلعها من الافق الشرقي. والقرآن لم يحدد المكان ولكنه وصف طبيعته وحال القوم الذين وجدهم ذو القرنين هناك. ولقد أعلن ذو القرنين من قبل. دستوره وفي الحكم فلم يتكرر بيانه هنا. قد علم الله تعالى كل مالديه من أفكار واتجاهات.
(ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً حَتَّى إِذا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ) ونحن لا نستطيع أن نجزم بشيء عن المكان الذي بلغ اليه ذو القرنين (بَيْنَ السَّدَّيْنِ) : كل ما يفهم من النص انه وصل الى منطقة بين جبلين. تفصلهما فجوة أو ممر. وعند ما وجدوه فاتحا قويا وتوسموا فيه القدرة والصلاح ، عرضوا عليه أن يجعل لهم سدّا في وجه يأجوج ومأجوج ، الذين يهاجمونهم من وراء الحاجزين. وتبعا لمنهجه الصالح أجابهم على طلبهم. وتطوع باقامة