السدّ. ورأى أن أيسر طريقة لاقامته هي ردم الممر بين الحاجزين. فطلب من القوم المعونة (آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ) (أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً) وقد استخدمت هذه الطريقة حديثا في تقوية الحديد. وبذلك التحم الحاجز وسدت الطريق على يأجوج ومأجوج. ونظر ذو القرنين الى العمل الضخم الذي قام به. فلم يأخذه البطر والغرور. ولكنه وجه الشكر لخالقه الذي أعانه عليه (قالَ هذا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي).
وبذلك تنتهي هذه الحلقة من سيرة ذي القرنين. وهو النموذج الطيب للحاكم الصالح.
(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً (١٠٣) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (١٠٤) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (١٠٥) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا (١٠٦) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (١٠٧) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (١٠٨) قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (١٠٩) قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (١١٠))
البيان : (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً) الذين لا يوجد من هم أشد خسرانا منهم لانهم في غفلة هائلة بحيث لا يشعرون بضلال سعيهم وذهابه سدى فهم ماضون في هذا السعي الخائب ينفقون حياتهم فيه هدرا. (أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَلِقائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ) فهم مهملون لا قيمة لهم ولا وزن في ميزان القيم الصحيحة (يَوْمَ الْقِيامَةِ) (ذلِكَ جَزاؤُهُمْ جَهَنَّمُ) (لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ) وهم فيها خالدون) غير معذورين في ضلالهم (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً خالِدِينَ فِيها).
وهذا المنزل في جنات الفردوس في مقابل ذلك النزل في نار