الضر من عون الله يفقد كل نافذة مضيئة. وكل رجاء فرج ، فيزيد بذلك كربه.
(وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ آياتٍ بَيِّناتٍ وَأَنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ (١٦) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (١٧)
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ (١٨))
البيان : ارادة الله عزوجل قد قررت سبق الهدى على الضلال فمن طلب الهدى تحققت ارادة الله بهدايته وفق سننه. ومن طلب الضلال تركه الله وشأنه فيحيطه الخوف والقلق وتستهويه الشياطين فيصبح تائها حيران (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا) قد سبق تعريف هذه الفرق. وبقي تذكر هنا بمناسبة ان الله يهدي من يريد ..
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ).
وعند ما يتدبر القلب الطاهر هذا النص يتعجب من هذا الحشد الهائل من الخلائق التي تذعن وتستسلم لارادة الله تعالى وطاعته مما نعلم وما لا نعلم. واذا بتلك الحشود كلها في موكب خاشع لله عزوجل وتتجه اليه وحده دون سواه.
الا ذلك الانسان فهو وحده الذي يتفرق (وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ. وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ). وهنا يقرر تلازم الهوان في الدنيا لمن استحق العذاب في الاخرة (وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ) أي فلا كرامة الا لمن كرمه الله. ولا عزة الا لمن أعزه الله. وقد ذل وأهان من عصاه.
(هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ (١٩) يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (٢٠) وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (٢١) كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ