الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ) فما قيمة هذه الآلهة التي يعبدها هؤلاء الجبابرة وهي عاجزة عن دفع ذباب اذا ارادت سلبهم. ومع هذا فهم يتكبرون عن الايمان بخالق الوجود وما فيه وعن عبادته وهم الفقراء اليه وهنا يظهر القبح والخزي المزري لهؤلاء الطغاة. الذين يطيعهم الناس وهم يستعبدونهم (ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) والمشاعر تفيض بالزراية والاحتقار لهؤلاء الجبابرة الطغاة ولآلهتهم الضعفاء. (ما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ. إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)
(يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (٧٦) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٧٧) وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (٧٨))
البيان : هنا يجمع القرآن المجيد المنهج الذي رسمه الله لهذه الامة. ويلخص تكاليفها التي ناطها بها. ويقرر مكانها الذي قدره لها. ويثبت جذورها في الماضي والحاضر والمستقبل متى استقامت على المنهج الذي اراده لها الله عزوجل.
انه يبدأ بأمر الذين آمنوا بالركوع والسجود. ويثني بالأمر العام بالعبادة وهي اشمل من الصلاة. فعبادة الله عزوجل تشمل الفرائض كلها وتزيد عليها كل عمل امر بفعله او نهى عن فعله. ويختم بفعل الخير عامة في التعامل مع الناس بعد التعامل مع الله بالعبادة فالله عزوجل يأمر الامة المسلمة بهذا رجاء ان تفلح فهذه هي اسباب الفلاح. فلا بد من العبادة التي توصل صاحبها بخالقه ان تقوم على قاعدة ثابتة وطريق واصل وفعل خير يؤدي الى استقامة الحياة. للفرد وللجماعة. على قاعدة من العدل والايمان والاستقامة. فاذا استعدت الامة المسلمة بهذه العدة