ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (٧٣) ما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (٧٤) اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (٧٥))
البيان : وما لوضع ولا لشرع من قوة الا ان يستمد قوته من الله القوي الذي لا يغلب فما لم ينزل به الله من عنده قوة. فهو ضعيف هزيل خلو من عنصر القوة الاصيل. وهؤلاء انما يعبدون آلهة من الاصنام والاحجار. أو من الناس او من الشيطان مباشرة وهذه كلها لم ينزل الله بها قوة من عنده فهي محرومة من القوة.
واعجب شيء انهم وهم يعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانا وما ليس لهم به علم. ومع هذا كله فلا يستمعون لدعوة الحق ولا يتلقون الحديث عنها بالقبول.
انما تأخذهم العزة بالأثم ويكادون يبطشون بمن يتلون عليهم كلام الله. (إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ). (انهم لا يناهضون الحجة بالحجة وانى لديهم حجة صحيحة وانهم ليعلمون انهم على ضلال وباطل ولكن الاهواء والاغراض دعتهم لذلك. ومن ثم يواجهون القرآن المجيد بالتهديد (قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ. النَّارُ) وبئس المصير) (يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ) انه النداء العام.
والنفير البعيد الصدى (يا أَيُّهَا النَّاسُ) فاذا تجمع الناس على النداء اعلنوا انهم امام مثل عام يضرب (ان الذين تدعون من دون الخالق لن يخلقوا ذبابا) كل من تدعون من دون الله من جميع الاصناف والاجناس (لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ) والذبابة صغيرة حقيرة. ولكن جميع الآلهة عاجزة عن خلق هذه الذبابة. وخلقها مستحيل كخلق الفيل والبعير لأن الذي لديه قدرة على خلق ادنى مخلوق هو قادر بتلك القدرة على خلق كل مخلوق مهما كان شكله وجنسه.
ثم بخطوة اوسع في ابراز ضعفهم وتعجيزهم المزر. (وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ