الوحيد. الذي يزين لهم معاصي خالقهم ومخالفة أوامره ونواهيه. ليوقعهم في مهاوي الذل والخسران في الدنيا. ولهم في الاخرة عذاب النار. ويحذرهم من اتباع الشيطان فانه يأمر اتباعه بالفحشاء والمنكر وحديث الافك من خططه وحيله.
(وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ) وهنا تتطلع على افق عال من آفاق النفوس الزكية التي تطهرت بنور الله وأيقنت بالخلق المحقق الذي وعد الله تعالى فيه المحسنين بأموالهم على اخوانهم المحتاجين. ليساووهم بغيرهم من أصحاب السعة. لايمانهم بان المال مال الله فهو لعباده.
(إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ الْمُؤْمِناتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ) ويجسم التعبير جريمة هؤلاء ويبشّعها. وهو يصورها. ثم يعاجل مقترفها باللعنة والطرد من رحمة الله. لانها جريمة تتمثل فيها الخساسة. ثم يرسم المأخذ باحضار الشهود.
(يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ) فيا لها من شهادة ويا لهم من شهود لا يمكنهم الكذب ولا يمكن تكذيبهم لان نطقهم بالشهادة متصل بخالقهم الذي أنطقهم بدون اختيار.
(يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ) ويجزيهم جزاءهم العدل الذي ليس فيه زيادة ولا نقصان.
(الْخَبِيثاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثاتِ وَالطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّباتِ أُولئِكَ مُبَرَّؤُنَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (٢٦)
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلى أَهْلِها ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٢٧) فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيها أَحَداً فَلا تَدْخُلُوها حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكى لَكُمْ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (٢٨) لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيها مَتاعٌ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما تَكْتُمُونَ (٢٩))