كلها لا تصنع شيئا الا ان تهيج ذلك السعار الحيواني المجنون. والا ان يفلت زمام الاعصاب والارادة. فاما الافضاء الفوضوي. الذي لا يتقيد بقيد. واما الامراض العصبية والعقد النفسية الناشئة من الكبح بعد الاثارة وهي تكاد ان تكون عملية تعذيب.
واحدى وسائل الاسلام الى انشاء مجتمع نظيف هي الحيلولة دون هذه الاستثارة. وابقأ الدافع الفطري العميق بين الجنسين سليما. وبقوته الطبيعية. دون استثارة مصطنعه. لقد شاع في وقت من الاوقات ان النظرة المباحة. والحديث الطليق. والاختلاط الميسور والدعاية المرحة بين الجنسين. والاطلاع على مواضع الفتنة المخبآة. شاع ان كل هذا تنفيس وترويح. واطلاق للرغبات الحبيسة. ووقاية من الكبت. ومن العقد النفسية. وتخفيف من حدة الضغط الجنسي وما وراءه من الدوافع شاع ذلك على اثر انتشار بعض النظريات المادية القائمة على تجريد الانسان من خصائصه التي تفرقه من الحيوان والرجوع به الى القاعدة الحيوانية الغارقة في القذارات العفنة. وبخاصة نظرية (فرويد اليهودي) ولكن هذا كله لم يكن سوى فروض نظرية غايتها الاباحة المطلقة بين الرجل والمرأة. وتفلّتهما من جميع الموانع والقيود. وتعريهما من جميع الاخلاق الدينية والانسانية. وقد ثبت بطلان هذه النظرية الممقوتة التي غايتها الاباحة المطلقة.
نعم لقد شاهدت البلاد التي ليس فيها قيد واحد على الكشف الجسدي. والاختلاط الجنسي بكل صوره وأشكاله. ان هذا كله. مما احرق الاخضر واليابس ومحق الاخلاق التي يقول الشاعر فيه (وانما الامم الاخلاق ما بقيت ... فانهم ذهبت اخلاقهم ذهبوا)
وانما انتهى الى سعار مجنون لا ترويه مياه البحار والانهار. ولا يهدأ له خارج ولا قرار. وشاهدت الامراض النفسية والزهرية. ومعها