بين اجزائها وبين فكرتها الكلية بهذا العلاج فالاستئذان على البيوت يحقق للبيوت حرمتها التي تجعل منها مثابة وسكنا. ويوفر على اهلها الحرج من المفاجأة. والتأذي بانكشاف العورات. انها ليست عورات البدن بل يضاف اليها عورات الطعام. وعورات اللباس. وعورات الاثاث. التي قد لا يحب اهلها ان يراه الناس وهو في حالة غير مرضية او غير مناسبة للزائر او لأهل البيت.
وكل هذه الدقائق يرعاها المنهج القرآني بهذا الادب الرفيع. ادب الاستئذان. ويرعى معها تقليل فرص النظرات السانحة. والالتقاءات العابرة التي تيقظ في النفوس كامن الشهوات. والمسلمون اليوم قد تبلدت حساسيتهم عن مثل هذه الاخلاق الرفيعة. فلذا ترى الرجل يهجم على بيت اخيه في اية لحظة من الليل والنهار بدون اشارة او استئذان. لانهم تركوا اداب الاسلام الرفيع الذي يطلب من المسلمين ان يكونوا في أعلى الكمال الانساني والأخلاق العالية.
(قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما يَصْنَعُونَ (٣٠) وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ ما ظَهَرَ مِنْها وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبائِهِنَّ أَوْ آباءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنائِهِنَّ أَوْ أَبْناءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَواتِهِنَّ أَوْ نِسائِهِنَّ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٣١))
البيان : ان الاسلام يهدف الى اقامة مجتمع نظيف. لا تهاج فيه الشهوات في كل لحظة. ولا تستثار فيه دفعات اللحم والدم في كل حين فعمليات الاستثارة المستمرة تنتهي الى سعار شهواني لا ينطفىء ولا يرتوي والنظرة الخائنة. والحركة المثيرة والزينة المتبرجة والجسم العاري ..