مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللهِ الَّذِي آتاكُمْ وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللهَ مِنْ بَعْدِ إِكْراهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣٣) وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ آياتٍ مُبَيِّناتٍ وَمَثَلاً مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (٣٤))
البيان : ان الزواج هو الطريق الطبيعي لمواجهة الميول الجنسية الفطرية. وهو الغاية النظيفة لهذه الميول العميقة. فيجب ان تزول العقبات من طريق الزواج لتجري الحياة على طبيعتها وبساطتها. والعقبة المالية هي العقبة الاولى في طريق بناء البيوت. وتحصين النفوس. والاسلام نظام متكامل. فهو لا يفرض العفة الا وقد هيأ لها اسبابها وجعلها ميسورة للافراد. فلا يلجأ الى الفاحشة حينئذ الا الذي يعدل عن الطريق النظيف الميسور عامدا.
لذلك يأمر الله الجماعة المسلمة ان تعين من يقف المال في طريقهم الى النكاح الحلال .. (وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ ..) والايامى هم الذين لا ازواج لهم من الجنسين .. والمقصود هنا الاحرار وقد افرد الرقيق بالذكر بعد ذلك. (وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ).
وكلهم ينقصهم المال لما يفهم من قوله بعد ذلك (ان يكونوا فقراء يغنيهم الله من فضله) وهذا أمر للجماعة بتزويجهم .. ولا يجوز ان يقوم الفقر عائقا عن التزويج ـ متى كانوا صالحين فالرزق بيد الله. وقد تكفل الله برزق عباده اذا اطاعوه. والرزق مع العيال يسوقه الله.
وهكذا يواجه الاسلام المشكلة مواجهة عملية. فيهيء لكل فرد صالح للزواج. ان يتزوج ولو كان عاجزا من ناحية المال. (وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ فَكاتِبُوهُمْ ...) (وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ) فنهى الذين يكرهون فتياتهم على هذا المنكر. وهذا النهي عن اكراه الفتيات على البغاء ـ وهن يردن العفة ـ ابتغاء المال كان جزءا