الحديثة ـ تمر بين الرجال مسفحة بصدرها لا يواريه شيء. وربما أظهرت عنقها وبعض شعرها.
فلما أمر الله النساء ان يضربن بخمارهن على جيوبهن. ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها. كن نساء الانصار اشد تصديقا لكتاب الله. وايمانا بالتنزيل. لما نزلت في سورة النور انقلب رجالهن اليهن يتلون عليهن. ما انزل الله اليهم فيها. فيتلو الرجل على امرأته واخواته وقرابته فما منهن امرأة الى قامت الى مرطها المرجل. فاعتجرت به تصديقا وايمانا بما أنزل الله من كتابه. فأصبحن وراء رسول الله ص وآله. متجرات كأن على رؤوسهن الغربان.
لقد رفع الاسلام ذوق المجتمع الاسلامي وظهر احساسه بالجمال. فلم يعد الطابع الحيواني للجمال هو المستحسن. بل الطابع الانساني المهذب. وجمال الكشف الجسدي جمال حيواني. فجمال الحشمة هو الجمال النظيف. الذي يرفع الذوق الجمالي. ويجعله لائقا بالانسان (وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ) وانها لمعرفة عميقة بتركيب النفس البشرية. وانفعالاتها. فان الخيال قد يكون احيانا اقوى في اثارة الشهوات من العيان. وكثيرون تثير شهواتهم رؤية حذاء المرأة أو ثوبها أو حليها. وفي النهاية يرد القلوب كلها الى الله عزوجل ويفتح باب التوبة لمن ألمت به قبل نزول هذا القرآن (وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ) بذلك يثير الحساسية برقابة الله. وعظمته ورعايته. وعونه للبشر في ضعفهم امام ذلك الميل الفطري العميق. الذي لا يضبطه شيء مثل الشعور بالله عزوجل وبتقواه.
(وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (٣٢) وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتابَ مِمَّا