والقلوب المشرقة بالنور في بيوت الله. الذين قلوبهم مشرقة بنور العلم واليقين الذي لا يدنوه شكوك ولا تردد ولا ارتياب بصحته كما أنزله الله في كتابه والصدق بكل ما وعد الله من ثوابه للمطيعين وعقابه للعامين.
عن الامام (ع) قال : كان الخياط اذا سمع صوت المؤذن للصلاة لا يخرج الابرة بل يتركها ويسارع للصلاة. وكان الحداد اذا سمع صوت المؤذن للصلاة وكان رافعا مطرقته ألقاها جانبا ولم يتم رميها على الحديدة. ويبادر لاداء الصلاة. لذلك ورد في الخبر عن سادة البشر (اختبروا شيعتنا بمحافظتهم على أول اوقات الصلاة. والا فليس منهم وان ادعوا ذلك).
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسابَهُ وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسابِ (٣٩) أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحابٌ ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ (٤٠))
البيان : التعبير رسم حال الكافرين ومآلهم مشهدين عجيبين. يلتمع التماعا كاذبا. في المشهد الاول (اعمالهم كسراب في أرض مكشوفة .. فيتبعه صاحبه الظامىء. وهو يتوقع الري. غافلا عما ينتظره هناك. وفجأة يتحرك المشهد حركة عنيفة. واذا هو سراب. فلا يجد ماء فيرويه (وَوَجَدَ اللهَ عِنْدَهُ ...)
فكيف واذا هو الخالق العظيم. المنتقم الجبار. الذي كان هذا العبد الحقير يتنمرد عليه ويتجاهر بعصيانه. (فَوَفَّاهُ حِسابَهُ) هكذا في سرعة عاجلة تتناسق مع البغتة والفجأة (وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسابِ) تعقيب يتناسق مع المشهد الخاطف المرتاع.