البعث بعد الموت ولا يرجون لقاء الله. فلذا قست قلوبهم حتى أصبحت كالاحجار بل هي اقسى وأشد.
(وَإِذا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً (٤١) إِنْ كادَ لَيُضِلُّنا عَنْ آلِهَتِنا لَوْ لا أَنْ صَبَرْنا عَلَيْها وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً (٤٢) أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً (٤٣)
أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً (٤٤) أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً (٤٥) ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا قَبْضاً يَسِيراً (٤٦) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِباساً وَالنَّوْمَ سُباتاً وَجَعَلَ النَّهارَ نُشُوراً (٤٧) وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً (٤٨) لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنا أَنْعاماً وَأَناسِيَّ كَثِيراً (٤٩) وَلَقَدْ صَرَّفْناهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً (٥٠))
البيان : ولقد كان محمد ص وآله ملء السمع والبصر بين قومه قبل بعثه. فقد كان عندهم ذا مكانة من بيته. وهو ذروة بني هاشم. وهم ذروة قريش. وكان عندهم ذا مكانة من خلقه وهو الملقب لدى الجميع (بالصادق الامين). ولقد ارتضوا حكومته بينهم في وضع الحجر الاسود. قبل البعثة بزمن طويل. ويوم دعاهم على الصفا فسألهم أيصدقونه لو أخبرهم ان خيلا وراء هذا الجبل. قالوا : نعم انت عندنا مصدق غير متهم.
ولكنهم بمجرد قال لهم : قولوا (لا اله الا الله. محمد رسول الله تفلحوا) صاحوا بأجمعهم (ساحر كذاب) (أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً) وهي قولة ساخرة مستنكرة. وانما كان ذلك خطة تصافوا عليها في محاربة العدل والحق الذي يتصادم مع ظلمهم وفسادهم.
ولقد كانوا يعقدون المؤامرات في تكذيبه بكل وسيلة.
مما روى ان الوليد بن المغيرة. اجتمع اليه وجهاء قريش ـ وكان ذا سن فيهم ـ وقد حضر الموسم ـ موسم الحج ـ فقال لهم :