سلبهم الله ما أعطاهم واستعبدهم لغيرهم. بعد أن كان ذلك الغير عبدا لهم. (ان الله لا يغير نعمة انعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) (وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْناكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً) انهم ليجادلون بالباطل والله يرد عليهم باطلهم بالحق الذي يدمغه. والحق هو الغاية التي يريد القرآن المجيد تقريرها. ولا يرضى بمجرد الانتصار والغلبة ـ كما فعل أعداء الاسلام بعد موت النبي مباشرة بعنوان انهم مسلمون. انما الاسلام هو الحق. القوي بنفسه. الواضح بذاته. الذي لا يتلبس به الباطل.
(الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلى وُجُوهِهِمْ إِلى جَهَنَّمَ ..) ومشهد الحشر على الوجوه فيه من الاهانة والتحقير ما يقابل التعالي. والاستكبار والاعراض عن الحق. وهو مشهد مجرد عرضه يذل كبرياءهم ويزلزل عنادهم. ويهز كيانهم. وقد كانت هذه الانذارات تهزهم هزا ولكنهم يتحاملون معاندين.
(وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ. وَجَعَلْنا مَعَهُ أَخاهُ هارُونَ وَزِيراً) انها أمثلة مختصرة ترسم بسرعة مصارع القوم المكذبين لانبياء الله الصادقين. فهذا موسى يرسل الى فرعون المتكبر الجبار.
وهذا نوح (ع) يرسل الى قومه ويبقى في ارشادهم ألف سنة الا خمسين عاما وهم له مكذبون وكذلك فان كان شأن الرسل الذين ارسلوا الى عاد وثمود. وأصحاب الرس كلهم كانوا لانبيائهم من المكذبين والسياق يستعرض هذه الامثلة. لعرض المصارع المؤثرة. وينهيها بمصرع قوم لوط وهم يمرون عليه في سدوم في رحلة الشتاء والصيف الى الشام. وقد أهلكها الله (فجعل عاليها سافلها) فدمرها تدميرا. ويقرر في نهايته ان قلوبهم لا تعتبر ولا تتأثر لانهم لا ينتظرون