وباب التوبة مفتوح دائما لا يغلق في وجه العاصين والمنحرفين والمجرمين مهما كانت جرائمهم فانها تقبل توبتهم اذا هم رجعوا الى خالقهم وأطاعوه وطلبوا منه العفو والغفران فانه رؤوف رحيم. فمهما عظمت جرائم العباد. فعفو الله العظيم ورحمته أعظم وأوسع فان الله يحب التوابين.
(وَمَنْ تابَ وَعَمِلَ صالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللهِ مَتاباً (٧١) وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (٧٢) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (٧٣) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (٧٤) أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (٧٥) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (٧٦) قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (٧٧))
البيان : ويضع قاعدة التوبة وشرطها. (وَمَنْ تابَ وَعَمِلَ صالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللهِ مَتاباً). فالتوبة تبدأ بالندم على ما مضى والاقلاع عن جميع المعاصي. هذا هو الشرط الاول للتوبة. الشرط الثاني العزم والجزم على عدم العودة الى معصية الله ابدا. الشرط الثالث ان تعمد الى كل فريضة ضيعتها فتقضيها. الرابع أن تؤدي الى المخلوقين حقوقهم التى اغتلستها حتى تلقى الله أحلس أملس ليس عليك ادنى تبعة. واذا كنت عاجزا عن الاداء فاعزم انه متى امكنك الله تعالى أديت ما عليك.
وهذه الشروط الاربعة أساسية لصحة التوبة. وهناك شرطان كماليان هنيئا لمن حصلهما. الشرط الخامس ان تذيق جسمك ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية.
الشرط السادس : أن تعمد الى لحمك الذي نبت على المعاصي فتذيبه بالطاعة حتى ينبت لحم جديد على الطاعة وهذه هي توبة الصديقين الذين لا يرضون بالمقام البسيط في دار الخلود والدوام.