وهذه لمحة في منهج التربية القرآنية التي تقوم على خبرة بالنفس الانسانية خبرة عميقة من الله تعالى. (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ) وشهادة الزور قد تكون على ثبات غير الحق. وقد تكون على انكار الحق. (وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً) لا يشغلون أنفسهم باللغو. ولا يلوثون أسماعهم بالباطل والفساد. (وَالَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها صُمًّا وَعُمْياناً) وفي التعبير تعريض بالمشركين الذين يعرضون عن سماع الحق والذكر الحكيم. لئلا يؤثر ذلك في نفوسهم فلذا تراهم يبتعدون عن ذلك.
(وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ) وهذا هو الشعور الفطري الذي يوجد في نفس الانسان ابتداء. (أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا) والغرفة ربما كان المقصود بها الجنة. وقد تكون غرفة الاستقبال كما هو معتاد في هذه الحياة. جزاء بما صبروا على ترك الحرام وضبطوا أنفسهم عن الانحراف عن الافراط او التفريط. ومغريات الحياة. ودوافع السقوط والصبر الذي يستحق أن يذكره الله في هذا القرآن المجيد. (قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُمْ) وهو ختام يناسب موضوع السورة كلها. ان الانسان قد ينفتح ويحسب نفسه شيئا حتى ليتطاول على خالقه سبحانه. وهو مهين ضعيف لو سلط الله عليه بعوضة لعجز عن كفاحها وردها عنه (قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُمْ) وفي التعبير سند للرسول ص وآله واعزاز. فما انتم بدون ايمان سواء هباء. والانضمام الى العبادة من لوازم الايمان بالله عزوجل.