صف المؤمنين. وصف الكافرين. على مدار الرسالات ، ومدار القرون. وينظر المسلم. فاذا الامة المؤمنة لكل دين وكل عقيدة ـ أو في كل زمن ـ من عند الله هي أمته. منذ فجر التاريخ أو منذ وجد الانسان على وجه الارض. الى مشرق الاسلام ـ خاتمة الرسائل والاديان ـ دين التوحيد الاخير. واذا الصف الاخر. هم الكفار. في كل عصر وزمان. وفي كل ملة ودين. فالمؤمن يؤمن بجميع الرسائل الالهية. والرسالات السماوية بدون استثناء ـ الصحيحة ـ دون البدع المزيفة ـ ويحترم الرسل جميعا لانهم كلهم رسل الله الذي أرسلهم رحمة للعباد.
(كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ) هذه هي دعوة نوح التي كذبه فيها قومه ـ وهو أخوهم منهم ـ (أَلا تَتَّقُونَ) هذا التوجيه الى طريق النجاة ونيل السعادة في الدارين معا (إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ) لا يخون. ولا يخدع. ولا يغش. ولا يزيد ولا ينقص عما أمره خالقه بتبليغه لعباده. ليكون للمصدقين هدى ونورا. وللمكذبين ضلال وعمى ـ وفي الاخرة خلودا في نار الجحيم ـ (فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ) وهكذا يعود الى تذكيرهم بتقوى الله ويحددها في هذه المرة وينسبها الى الله عزوجل. ويستجيش بها قلوبهم ـ ان كان بها حياة ـ الى طاعة الخالق العظيم.
(قالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ) وهم يعنون بذلك (الفقراء) الذين يسبقون غيرهم الى دعوة الصلاح أولا لعدم المانع لديهم ـ من مال وجاه ـ يخشون عليه ـ الثاني لعلهم يجدون فرجا لهمومهم في اتباع دعاة الخير والايمان. فلا يصدهم عن الهدى كبرياء. ولا فوات مال أو جاه. (قالَ وَما عِلْمِي بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) والكبراء يقولون دائما