المعروضة. وتكمل جمال العرض الفني في القصة. وتتخللها تعقيبات على بعض المشاهد. تحمل التوجيه الوجداني المقصود بعرضها في السورة. وتحقق العبرة التي من أجلها ينساق القصص في القرآن المجيد.
ولما كان افتتاح الحديث عن سليمان قد تضمن الاشارة الى الجن والانس والطير.
(وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقالَ ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ (٢٠) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (٢١) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقالَ أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (٢٢) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَها عَرْشٌ عَظِيمٌ (٢٣) وَجَدْتُها وَقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ (٢٤) أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُخْفُونَ وَما تُعْلِنُونَ (٢٥) اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (٢٦))
البيان : ويتضح انه غائب بغير اذن. وحينئذ يتعين ان يؤخذ الامر بالحزم. كي لا تكون فوضى فالأمر بعد سؤال المك هذا السؤال لم يعد سرا. واذا لم يؤخذ بالحزم كان سيئة لبقية الجند. (فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقالَ : أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ) انه يعرف حزم الملك وشدته. فهو يبدأ حديثه بمفاجأة تطغي على موضوع غيبته. وتضمن اصغاء الملك له (وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ) فأي ملك لا يستمع لأحد رعاياه. فاذا ضمن اصغاء الملك بعد المفاجأة اخذ في تفصيل النبأ اليقين الذي جاء به من سبأ ـ ومملكة سبأ تقع في جنوب الجزيرة باليمن ـ فذكر انه وجدهم تحكمهم امرأة (أُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) وهي كناية عن عظمة ملكها وثرائها وتوافر اسباب الحضارة عندهم. (وَلَها عَرْشٌ عَظِيمٌ) اي سرير ملك ضخم فخم. يدل على الغنى والترف وارتقاء الصناعة وذكر انهم : (يَسْجُدُونَ