وتكبر فرعون وتجبر على بني اسرائيل لان لهم عقيدة تخالف عقيدة فرعون. فهم يدينون بدين جدهم ابراهيم (ع) ومهما يكن قد وقع في عقيدتهم من فساد وانحراف. فقد بقي لهم أصل الاعتقاد بآله واحد أحد.
وكذلك أحس فرعون أن هناك خطرا على عرشه. من وجود هذه الطائفة في مصر. ولم يكن يستطيع أن يطردهم منها وهم جماعة كبيرة أصبحت تعد مئات الالوف. فابتكر عندئذ طريقة للقضاء على الخطر الذي يتوقعه من هذه الطائفة التي لا تعبده ولا تعتقد بألوهيته فبعد اضطهادهم وتعذيبهم. بدأ بتذبيح الذكور من أطفالهم عند ولادتهم. واستبقاء الاناث. كي لا يتكاثروا وبعد أن علم أن مولودا سيولد منهم ويكون هلاكه على يده.
وقد وكل بكل حاملة من نسائهم قوابل من الاقباط ـ عشيرة فرعون ـ تذبح الذكور عند ولادتهم. (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ) فهؤلاء المستضعفون الذين يتصرف فرعون في شأنهم. هؤلاء المستضعفون يريد الله أن يمن عليهم وأن يورثهم الارض المباركة. التي أعطاهم اياها. لقد ولد موسى في ظل تلك الاوضاع القاسية التي رسمها قبل البدء في القصة. ولد والخطر محدق به.
وها هي أمه حائرة به. خائفة عليه. تخشى أن يصل خبره الى الجلادين. وترجف على عنقه السكين. ها هي ذي بطفلها الصغير في قلب المخافة. عاجزة عن حمايته. عاجزة عن اخفائه.
هنا تتدخل يد القدرة القاهرة. فتتصل بالام الوجلة القلقة المذعورة. وتهدىء روعتها وتبشرها.