ان القدرة التي ترعاه. وتدبر امره. وينتهي المشهد الرابع فنجدنا أمام المشهد الاخير في هذه الحلقة. وقد عاد الطفل الغائب لأمه الملهوفة. وقد صاغت يد القدرة الحلقة الاولى من تدبيرها العجيب. (فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ. وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ. وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ). (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوى آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً) وبلوغ الاشد اكتمال القوى الجسمية. والعقل والحكمة (وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها فَوَجَدَ فِيها رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ).
وقد كان أحدهما قبطيا ـ يقال أنه من حاشية فرعون. والاخر اسرائيليا. فاستغاث الاسرائيلي بموسى (ع) (فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ ..) قالَ رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ.)
لقد انتهت المعركة الاولى بالقضاء على القبطي. وندم موسى (ع) على فعلته. وتوجه الى ربه. ومر يوم وأصبح في المدينة خائفا من انكشاف أمره. يترقب الافتضاح والأذى. (خائِفاً يَتَرَقَّبُ) (فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ) (قالَ لَهُ مُوسى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ)
(وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعى) انها يد القدرة تسفر في اللحظة المطلوبة. لتتم مشيئتها. (إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ). ومرة أخرى تلمح الواضحة في الشخصية الانفعالية.
(قالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (١٦) قالَ رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ (١٧) فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خائِفاً يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قالَ لَهُ مُوسى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ (١٨) فَلَمَّا أَنْ أَرادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُما قالَ يا مُوسى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَما قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الْأَرْضِ وَما تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ (١٩) وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعى قالَ يا مُوسى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (٢٠))