والتبكيت. (فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ يَوْمَئِذٍ) والتعبير يلقى ظل العمى عليهم. وهم ذهول صامتون ساكتون.
(فَأَمَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَعَسى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ (٦٧) وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحانَ اللهِ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (٦٨) وَرَبُّكَ يَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَما يُعْلِنُونَ (٦٩) وَهُوَ اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٧٠))
البيان : (فَأَمَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً) هذه هي الصفحة المقابلة. ففي الوقت الذي يبلغ الكرب ذروته بالمشركين. يفتح لهم باب التوبة. وباب النجاة. وباب الفوز بجنة نعيمها خالد لا يزول. ويتحدث عمن تاب وآمن وعمل صالحا. فله جنة فيها ما تشتهي الانفس وتلذ الأعين. (وربك يخلق ما يشاء ويختار. ما كان له الخيرة ..) انها الحقيقة التي كثيرا ما ينساها الناس. ان الله عزوجل هو الخالق لكل شيء كما يريد ويشاء وليس لمخلوق دخل في كل ما يخلق ويختار.
(وَرَبُّكَ يَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَما يُعْلِنُونَ) فهو مجازيهم يعلم من أمرهم كل ما أعلنوا وما أسروا (وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) وهكذا يطوقهم بالشعور بقدرة الله. وتفرد ارادته في هذا الوجود واطلاعه على كل حركة يتحركونها. فلا يخفى عليهم خافية. واليه مرجعهم ومنه ثوابهم وأعقابهم.
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِضِياءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ (٧١) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ النَّهارَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ (٧٢)
وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٧٣) وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (٧٤) وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً فَقُلْنا هاتُوا بُرْهانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (٧٥))