وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ (٩) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ فَإِذا أُوذِيَ فِي اللهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللهِ وَلَئِنْ جاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِما فِي صُدُورِ الْعالَمِينَ (١٠))
البيان : (وَمَنْ جاهَدَ فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ) (فلا يقفن احد في وسط الطريق.) وقد مضى في الجهاد شوطا. يطلب من الله ثمن جهاده. ويمنّ عليه. وعلى اتباع دعوته. ويستبطىء المكافأة. فان الله لا يناله من جهاده شيء. وليس في حاجة الى جهاد المخلوقين. الذين قد منّ عليهم بالوجود (فان الله لغني عن العالمين) والله المتفضل على المجاهدين حيث يوفقهم للجهاد. واستخلفهم في ارضه .. وتفضل عليهم بأن يثبتهم على جهادهم. وان كان نفعه وفائدته راجع اليهم. (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً. وَإِنْ جاهَداكَ لِتُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما ..)
ان الصلة في الله هي الصلة الاولى ـ بين المخلوقين ـ وهي الرابطة في الله ـ وهي العروة الوثقى. فأن أمر الوالدان ولدهما بما يتنافى مع رضى الخالق العظيم فلا تجوز طاعتهما. ولا كرامة لهما في معصية الخالق. لانه لا تجوز طاعة مخلوق في معصية الخالق بحكم العقل والشرع (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ. فَإِذا أُوذِيَ فِي اللهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللهِ).
واختلت في نفسه القيم. واهتزت في ضميره العقيدة. وتصور ان لا عذاب بعد هذا الاذى الذي يلقاه. وقال في نفسه ها هو عذاب الله ليس وراءه. أشد فعلام اصبر على الايمان.
وان هذا الا الخلط بين أذى يقدر ويحدد وينقضي وبين عذاب الله الذي لا يقدر ولا ينتهي (وَلَئِنْ جاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ) انا كنا معكم وذلك كان موقفهم في ساعة العسرة. من التخاذل والتهاوي وسوء التصوير. وخطأ التقدير. (أَوَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِما فِي صُدُورِ الْعالَمِينَ) ا وليس الله تعالى يعلم بما تنطوي عليه تلك الصدور. من ايمان