او نفاق فمن الذي يخدع علام الغيوب.
(وَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنافِقِينَ (١١) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ وَما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (١٢) وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ وَلَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ (١٣) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفانُ وَهُمْ ظالِمُونَ (١٤) فَأَنْجَيْناهُ وَأَصْحابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْناها آيَةً لِلْعالَمِينَ (١٥))
البيان : فليست الغلطة ان صبرهم قد ضعف عن احتمال العذاب. فمثل هذا قد يقع من المؤمنين الصادقين في بعض اللحظات. ولكنه لا يصل بهم الامر حتى يستوي عندهم عذاب المخلوق المحدود مع عذاب الخالق الغير مقدر ولا تحده حدود. فلا يختلط في حسهم ابدا عالم الفناء الصغير وعالم الخلود الكبير. حتى في اللحظة التي يجاوز عذاب الناس لهم مدى الطاقة وجهد الاحتمال. وهذا هو المايز الفارق بين قلوب اهل الايمان الصادق. وبين قلوب اهل النفاق الكاذب. (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ. وَما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ ..)
وقد كان الذين كفروا يقصدون خداع اهل الايمان بمثل هذا الباطل وقد حذّر الله تعالى اهل الايمان من هذه الخدع التي لا واقع لها في ميزان الحق والعدل. فكل من يرتكب جريمة يتحمل هو عبء اجرامها وعقابها. غاية الأمر الذى يزين ويساعد ويخدع من يرتكبها يكون عليه من الوزر والعقاب كمن باشرها. ولا ينقص جرم المباشر شيئا. ولذا قال عزوجل : (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ. وَلَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ).
(وَإِبْراهِيمَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللهَ وَاتَّقُوهُ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١٦) إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ