لا يستجيب لصوت الحق والعدل صوت الامن والقوة ، صوت الخالق العظيم ونبيه الكريم ص وآله :
(فَآواكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ ، وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
وهذه القوة الالهية التي لا تقهر ولا يقهر كل من اتصل بها وانما هي تلازم أهل التقوى والايمان الصحيح :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ) ...
ان التخلي عن تكاليف الامة المسلمة في الارض خيانة لله ولرسوله فالقضية الاولى في هذا الدين هي قضية : (لا اله الا الله ، محمد رسول الله) قضية أفراد الله سبحانه بالالوهية والأخذ في هذا بما بلغه نبيه محمد ص وآله.
والبشرية في تاريخها كله لم تكن تجحد الله البتة ، ولكنها انما كانت تنحرف عن مناهجه. وبذلك تكون قد أشركت مع الله الها آخر. فكل من أطاع مخلوقا قد شرع مقابل الله تعالى فقد اشرك هذا المشرع مع الله عزوجل وأولها الاشراك الخفية ولذا قال عزوجل عن هذا :
(اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلهاً واحِداً)
(فشهادة لا اله الا الله) هي افراده بالتشريع والحاكمية الملازمة للتشريع.
هذه هي قضية هذا الدين ـ اعتقادا لتقريره في الضمير ، وحركة لتقريره في الحياة ـ
ومن هنا كان التخلي عنها خيانة لله ولرسوله ، يحذر الله منها العصبة المسلمة التي آمنت به وأعلنت هذا الايمان ، فأصبح متعينا عليها أن تجاهد لتحقيق مدلوله الواقعي والنهوض بتكاليف هذا الجهاد في الانفس والاموال والاولاد.