(وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (٣٥) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ فَسَيُنْفِقُونَها ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (٣٦) لِيَمِيزَ اللهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (٣٧) قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ (٣٨) وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللهَ بِما يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٣٩) وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَوْلاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (٤٠))
(قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ.) فالفرصة أمامهم سانحة لينتهوا عماهم فيه من الكفر ، ومن التجمع لحرب الاسلام وأهله. ومن انفاق الاموال للصد عن سبيل الله. والطريق أمامهم مفتوح ليتوبوا عن هذا كله ويرجعوا الى الله عزوجل.
فالاسلام يحب من قبله ويدخل التائبين جنات النعيم ، وللذين كفروا أن يختاروا ماداموا في الحياة فاذا استمروا على كفرهم وعنادهم فسوف يصلون عذاب جهنم وبئس المصير :
(وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ). وهذه حدود الجهاد في سبيل الله في كل زمان لا في ذلك الزمان فحسب ، فالاسلام يقرر حكما دائما للحركة في مواجهة الواقع الجاهلي الدائم.
لقد أعلن الاسلام اعلانا عاما لتحرير الانسان من عبودية المخلوق ، ويخصه بعبادة خالقه لا غير ، فلا يخضع لسواه ولا يحتاج سواه ولا يراقب الا رضاه فاذا فعل العبد ذلك تحرر من العبودية المادية وتوجه للصعود والارتفاع في مراتب الاحرار والصديقين الابرار الى أن يصل الى ما فوق الملائكة المقربين.
(حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ) هذا هو المنهج الواقعي الحركي الايجابي لهذا