وفي المعاني عن الصادق ـ عليهالسلام ـ : «إنّ الله تبارك وتعالى علّم آدم أسماء حججه كلّها ثمّ عرضهم وهم أرواح على الملائكة ، فقال : (أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) بأنّكم أحقّ بالخلافة في الأرض ـ لتسبيحكم وتقديسكم ـ من آدم ، فقالوا : (سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) قال الله تبارك وتعالى : (يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ) وقفوا على عظم (١) منزلتهم عند الله ـ عزّ ذكره ـ فعلموا أنّهم أحقّ بأن يكونوا خلفاء الله في أرضه ، وحججه على بريّته ، ثمّ غيّبهم عن أبصارهم ، واستعبدهم بولايتهم ومحبّتهم ، وقال لهم : (أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ)». (٢)
أقول : وبالرجوع إلى ما مرّ من البيان تعرف معنى هذه الروايات ، وأن لا منافاة بين هذه وما تقدّمها ، وهي تؤيّد ما قدّمناه من وجوه لا تخفى.
ويناسب المقام عدّة من أخبار الطينة ، كما رواه في البحار عن جابر بن عبد الله ، قال : «قلت لرسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ : أوّل شيء خلق الله ما هو؟ فقال : نور نبيّك يا جابر ، خلقه الله ثمّ خلق منه كلّ خير ، ثمّ أقامه بين يديه في مقام القرب ما شاء الله ، ثمّ جعله أقساما : فخلق العرش من قسم ، والكرسيّ من قسم ، وحملة العرش وسكنة (٣) الكرسيّ من قسم ، وأقام القسم الرابع في مقام الحبّ ما شاء الله ، ثمّ جعله أقساما : فخلق القلم من قسم ، واللوح
__________________
(١). في كمال الدين : «عظيم»
(٢). لم توجد في معاني الأخبار ، ولكن رواها في كمال الدين ١ : ١٣ و ١٤ ؛ بحار الأنوار ١١ : ١٤٥ و ٢٦ : ٢٣٨ ؛ تفسير نور الثقلين ١ : ٥٤ ؛ تفسير كنز الدقائق ١ : ٢٢٥.
(٣). في المصدر : «خزنة»