الجهة دون المكان ، وبذلك تفسير الروايات :
ففي التهذيب عن محمّد بن الحصين ، قال : «كتب إلى عبد صالح : الرجل يصلّي في يوم غيم في فلاة من الأرض ولا يعرف القبلة ، فيصلّي ، حتى إذا فرغ من صلاته بدت له الشمس ، فإذا هو قد ، صلّى لغير القبلة ، يعتدّ بصلاته أم يعيدها؟ فكتب ـ عليهالسلام ـ : يعيدها ما لم يفت (١) الوقت ، أو لم يعلم أنّ الله يقول ـ وقوله الحقّ ـ : (فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ)». (٢)
وفي تفسير العيّاشي : عن الباقر ـ عليهالسلام ـ قال : «أنزل الله هذه الآية في التطوّع خاصّة (فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ إِنَّ اللهَ واسِعٌ عَلِيمٌ) وصلّى رسول الله إيماءا على راحلته أينما توجهت به حين خرج إلى خيبر ، وحين رجع من مكّة وجعل الكعبة خلف ظهره». (٣)
أقول : روى قريبا من ذلك عن زرارة عن الصادق ـ عليهالسلام ـ ، (٤) والقمّى (٥) والشيخ (٦) أيضا عن أبي الحسن ، والصدوق عن الصادق ـ عليهالسلام ـ. (٧)
واعلم : أنّك إذا تتبّعت أخبار أهل البيت وتصفّحتها حقّ التصفّح ـ في موارد العامّ والخاصّ والمطلق والمقيّد من القرآن ـ وجدتها تستفيد من العامّ وحده حكما ، ومن العامّ (٨) أعني العامّ مع المخصّص ـ حكما آخر ، فمن العامّ ـ مثلا ـ
__________________
(١). في المصدر : «ما لم يفته»
(٢). تهذيب الاحكام ٢ : ٤٩ ، الحديث : ٢٨.
(٣). تفسير العيّاشي ١ : ٥٦ ، الحديث : ٨٠.
(٤). تفسير العيّاشي ١ : ٥٦ ، الحديث : ٨١.
(٥). تفسير القمّي ١ : ٥٨.
(٦). تهذيب الأحكام ٥ : ٤٥٣ ، الحديث : ٢٢٩.
(٧). علل الشرائع ٢ : ٣٥٨ ـ ٣٥٩ ، الحديث : ١.
(٨). الصحيح : «الخاص»