المعنى الزمخشري في الكشّاف. (١)
وإلى هذا المعنى يشير ما في تفسير العيّاشي عن الصادق ـ عليهالسلام ـ : «إنّ الله أنزل الحجر الأسود من الجنّة لآدم ، وكان في البيت درّة بيضاء ، فرفعه الله إلى السماء وبقي أساسه ، فهو حيال هذا البيت ، وقال ـ عليهالسلام ـ : يدخله كلّ يوم سبعون ألف ملك لا يرجعون إليه أبدا ، فأمر الله إبراهيم وإسماعيل أن يبنيا البيت على القواعد» (٢) الخبر.
ولا ينافيه ما مرّ في بعض الأخبار : أنّ جبرئيل خطّ لهما ـ عليهماالسلام ـ موضع البيت ، (٣) وهو ظاهر.
ومن قوله : (أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ) (٤) التطهير بإزالة الأرجاس والأنجاس الظاهرة والباطنة وبنائه وتعميره ، ويوضّحه كون التطهير للطائفين ، فظاهره أنّ البيت كان موجودا ولو بالأثر والأساس ولمّا يحم حوله الطائفون والعاكفون ولمّا يناد إبراهيم ـ عليهالسلام ـ بالحجّ ، وهو ـ عليهالسلام ـ بعد ما فرغ عن بنائه على الأساس أذّن في الناس بالحجّ ، فالبيت قد كان بوجود أساسه وأثره قبل بناء إبراهيم ـ عليهالسلام ـ ، فافهم.
*
__________________
(١). الكشاف ١ : ٩٤.
(٢). تفسير العيّاشي ١ : ٦٠ ، الحديث : ٩٨ ؛ بحار الأنوار ١٢ : ٨٦ ، الباب : ٥.
(٣). تفسير القمي ١ : ٦٣.
(٤). البقرة (٢) : ١٢٥.