بيانه فيها وتنعيته باسمه سبحانه ، وكلامه سبحانه جملة واحدة حيث كان مشتملا بالنظر إلى الغاية الأخيرة على هداية العباد إلى مستقيم الصراط وسواء السبيل [و] بمقتضى الرحمة التي وعد سبحانه أن سيكتبها للذين يتّقون كان الأنسب هو الابتداء والتسمية بالأسماء الثلاثة : «الله» «الرحمن» «الرحيم» ، كما اشتمل عليها قوله سبحانه : (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ). (١) فهو سبحانه «رحيم» لأنّه «رحمن» و «رحمن» لأنّه «الله» سبحانه ، هذا بالنسبة إلى مجموع السور.
وأمّا بالنسبة إلى خصوص هذه السورة ـ وهي سورة الحمد ـ فالذي تشتمل عليه ، هو الحمد وإظهار العبوديّة ، فما فيها من المضمون فهو له سبحانه لا سبيل للبطلان إليه ، غير أنّ قوله سبحانه : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) (٢) حيث كان بالنيابة عن العباد تعليما وتأديبا ، كان اشتماله على إظهار العبوديّة والاستعانة اشتمالا على فعل العبد ، وهذا منتهى ما في هذا العمل من وجه الهلاك والفساد.
فالتسمية تنعيته باسمه سبحانه وتبريكه به ليكون بذلك خالصا لوجهه الكريم ، وتستقرّ معنى العبوديّة في مستقرّها ، إذ إثبات العبادة للعبد ينافي كونه عبدا لا يملك لنفسه شيئا.
ويتبيّن بذلك معنى ما ورد من الروايات عنهم ـ عليهمالسلام ـ
فعن عليّ ـ عليهالسلام ـ : «يعني بهذا الاسم أقرأ وأعمل هذا العمل». (٣)
وفي التوحيد وتفسير الإمام عنه ـ عليهالسلام ـ يقول : («بِسْمِ اللهِ) أي :
__________________
(١). الأعراف (٧) : ١٥٦.
(٢). الفاتحة (١) : ٥.
(٣). تفسير الصافي ١ : ٨٠.