أستعين على اموري كلّها بالله الذي لا تحقّ العبادة إلّا له ، المغيث إذا استغيث ، والمجيب إذا دعي». (١)
أقول : وهو إشارة إلى ما ذكرناه آنفا : أنّ التسمية في هذه السورة لتتميم الإخلاص ، على ما يقتضيه لفظ الاستعانة الذي لا يستعمل إلّا في مورد يحتاج فيه إلى التتميم دون أصل العمل.
وفي العيون ، والمعاني ، عن الرضا ـ عليهالسلام ـ : «يعني اسم نفسي بسمة من سمات الله وهي العبادة» قيل له : ما السمة؟ قال : «العلامة». (٢)
أقول : وهذا معنى كالمتولّد من المعنى الذي أشرنا إليه ، فإنّ العبد إذا وسم عبادته باسم الله لزم ذلك أن يسم نفسه التي ينسب العبادة إليها بسمة من سماته تعالى.
وفي التهذيب : عن الصادق ـ عليهالسلام ـ ، وفي العيون ، وتفسير العيّاشي ، عن الرضا ـ عليهالسلام ـ : «إنّها أقرب إلى اسم الله الأعظم من ناظر العين إلى بياضها». (٣)
أقول : وسيأتي معناه في الكلام على الاسم الأعظم.
وفي العيون : عن أمير المؤمنين ـ عليهالسلام ـ : «إنّها من الفاتحة وإنّ رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ كان يقرؤها ويعدّها آية منها ، ويقول : فاتحة الكتاب هي السبع المثاني». (٤)
__________________
(١). التوحيد : ٢٣١ ، الحديث : ٥ ؛ تفسير الإمام العسكري ـ عليهالسلام ـ : ٢١ ، الحديث : ٥.
(٢). عيون أخبار الرضا ـ عليهالسلام ـ ٢ : ٢٣٦ ، الحديث : ١٩ ؛ معاني الأخبار : ٣ ، الحديث : ١.
(٣). تهذيب الأحكام ٢ : ٢٨٩ ، الحديث : ١٥ ؛ عيون أخبار الرضا ـ عليهالسلام ـ ١ : ٨ ، الحديث : ١١ ؛ تفسير العيّاشي ١ : ٢١ ، الحديث : ١٣.
(٤). عيون أخبار الرضا ـ عليهالسلام ـ ٢ : ٢٧٠ ، الحديث : ٥٩.