وفي الخصال : عن الصادق ـ عليهالسلام ـ : «قال : ما لهم قاتلهم الله عمدوا إلى أعظم آية في كتاب الله فزعموا أنّها بدعة إذا أظهروها». (١)
وعن الباقر ـ عليهالسلام ـ : «سرقوا أكرم آية من كتاب الله بسم الله الرحمن الرحيم». (٢)
وينبغي الإتيان به عند افتتاح كلّ أمر عظيم أو صغير ليبارك فيه. (٣)
أقول : والروايات عن أهل البيت [عليهمالسلام] في هذا المعنى كثيرة ، وهي على كثرتها تدلّ على أنّ البسملة جزء من كلّ سورة في القرآن إلّا البراءة ؛ فإنّها جزء من سورة الأنفال. (٤)
وأمّا خلاصة القول في الأسماء الثلاث : «الله ، الرحمن ، الرحيم» ف «الله» فعّال بمعنى المفعول كالكتاب بمعنى المكتوب من أله بمعنى عبد ، أو بمعنى تاه إذ هو ذات يتيه فيه العقول وتتحيّر ، إذ هو الأصل والمنشأ لكلّ موجود أو كمال موجود لا سبيل لشيء من البطلان إليه ؛ إذ هو لازم الالوهيّة بحسب النظرة الاولى من العقل ، ولذلك قيل : إنّه اسم للذات الواجب الوجود المستجمع لجميع صفات الكمال ، و «الرحمن» فعلان بمعنى كثير الرحمة.
والصفات المثبتة له تعالى من المعاني التي نفهمها يجب أن تجرّد عن الخصوصيّات المصداقيّة التي بين أيدينا أعني عن نواقص الإمكان ، فهي تثبت له سبحانه بمجرّد معناها من غير تقيّد بقيود المصاديق المادّية ، بل الممكنة على
__________________
(١). لم نجده في الخصال ؛ أنظر إلى تفسير العيّاشي ١ : ٢٢ ، الحديث : ١٦ ؛ مجمع البيان ١ : ٥٠.
(٢). لم نجده في الخصال ؛ تفسير العيّاشي ١ : ١٩ ، الحديث : ٤ ؛ بحار الأنوار ٨٢ : ٢٠ ، الحديث : ١٠ ، و ٨٩ : ٢٣٦ ، الحديث : ٢٨.
(٣). والظاهر أنّه ـ قدسسره ـ أخذه من كلام الفيض ـ رحمهالله ـ كما جاء في تفسير الصافي.
(٤). وسائل الشيعة ٦ : ٥٦ ، الباب : ١١ ؛ مستدرك الوسائل ٤ : ١٦٤ ، الباب : ٨.