أَحَداً) ، (١) وقال : (يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً)، (٢) والعبوديّة إنّما تستقيم فيما بين العبيد ومواليهم فيما يملكه الموالي منهم ، وأمّا ما لا يتعلّق به الملك من شؤون العبد فلا يتعلّق به عبادة ولا عبوديّة لكنّ الله سبحانه إذا نسبنا إليه العبوديّة لم نجد شيئا سواه لا يتعلّق به ملكه كما لا نجد شيئا سواه يشاركه في ملكه ، وذلك كما يفيده معاني ما ساقه سبحانه من أسمائه عند الحمد ، فليس الملك إلّا له سبحانه فقط ، وليس لغيره سبحانه إلّا المملوكيّة فقط بنحو التعاكس في القصر ، فالملك مقصور له سبحانه ، وغيره مقصور على المملوكيّة.
ثمّ إنّ الملك لا يحجب عن مالكه ، فإنّك إذا نظرت إلى الدار المملوكة لزيد ـ مثلا ـ فإن نظرت إليها بما أنّها دار أمكنك أن تغفل عن زيد ، وإن نظرت إليها بما أنّها ملك زيد لم يمكنك الغفلة عن المالك ، وإذ كان ما سواه سبحانه ليس له إلّا المملوكيّة وكانت هذه حقيقيّة لم يمكن لشيء منها أن يحجب عن ربّه سبحانه ولا النظر إليه والغفلة عنه سبحانه ، فله سبحانه الحضور المطلق ، قال سبحانه : (أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ* أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقاءِ رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ). (٣)
وفي تحف العقول : عن الصادق ـ عليهالسلام ـ في حديث : «ومن زعم أنّه يعبد بالصفة لا بالإدراك فقد أحال على غائب ، ومن زعم أنّه يضيف الموصوف إلى الصفة فقد صغّر بالكبير وما قدروا الله حقّ قدره» (٤) الحديث.
__________________
(١). الكهف (١٨) : ١١٠.
(٢). النور (٢٤) : ٥٥.
(٣). فصّلت (٤١) : ٥٣ و ٥٤.
(٤). تحف العقول : ٣٢٦.