.................................................................................................
______________________________________________________
فهى بذاتها متقومة بالطرفين لا فى وجودها وهذا بخلاف العرض فان ذاته غير متقومة بموضوعه بل لزوم القيام به ذاتى وجوده ، وقد استدلوا على وجود الرابط فى مقابل الوجود الرابطى وهو وجود العرض وهو وجوده فى نفسه ولغيره يعنى انه غير قائم بذاته بل متقوم بموضوع محقق فى الخارج وصفة له فان وجوده فى نفسه عين وجوده لموضوعه فلا يعقل تحقق عرض ما بدون موضوع موجود فى العين ، وعلى اى ذكروا فى الفرق بينهما بان كثيرا ما كنا نتيقن بوجود الجوهر والعرض ولكن نشك فى ثبوت العرض له ومن الواضح جدا انه لا يعقل ان يكون المتيقن بعينه هو المشكوك فيه بداهة استحالة تعلق صفة اليقين والشك بشيء فى آن واحد لتضادهما غاية المضادة وبذلك نستدل على ان الربط والنسبة وجودا فى مقابل وجود الجوهر والعرض وهو مشكوك دون وجودهما ولا يعقل ان توجد النسبة فى الخارج بوجود نفسى بل وجوده وجود لا فى نفسه فانه لو وجدت فى الخارج بوجود نفسى لزمه ان لا يكون مفاد القضية الحملية ثبوت شيء لشيء بل ثبوت اشياء ثلاثة فيحتاج ح الى الرابطة بين هذه الموجودات الثلاثة فاذا كانت موجودا فى نفسه احتجنا الى رابطة وهكذا الى ما لا يتناهى ويترتب على ذلك ان الاسماء موضوعة للماهيات القابلة للوجود المحمولى لوجوده فى نفسه بجواهر واعراضها على نحوين كما توجد فى الذهن كذلك والتى تقع فى جواب ما هو اذا سئل عن حقيقتها والحروف والادوات موضوعة للنسب والروابط الموجودات لا فى انفسها المتقومة بالغير بحقيقة ذاتها لا بوجوداتها فقط ولا تقع فى جواب ما هو فان الواقع فى جواب ما هو ما كان له ماهية ووجود الرابط سنخ وجود لا ماهية له ملحوظة فى العقل ولذا لا يدخل تحت شيء من المقولات بل كان وجوده اضعف جميع مراتب الوجودات فالمفهوم الحرفى سنخ مفهوم ليس له تقرر ذاتى فى مرحلة سابقة على الوجود بخلاف المفهوم الاسمى فحينما نتصور الانسان يمكننا بالنظر التحليلى نحلله الى ماهية وهو الانسان وهو الموضوع ومحمولها الوجود بان يلحظ مفهوم الانسان فى القضية دون ان يلحظ معه عالم الوجود ثم ينسب اليه الوجود فالمفهوم الاسمى له تقرر ذاتى فى مرحلة سابقة على الوجود بخلاف المفهوم الحرفى ليس كذلك فان شخص النسبة متقومة ذاتا بشخص وجود الطرفين فلا يعقل ان يكون لتلك النسبة نحو تقرر ذاتى فى مرحلة سابقة على عالم الوجود ومن هنا يظهر ان تنظير المعنى الحرفى والاسمى بالجوهر والعرض فى غير محله اذا العرض موجود فى نفسه لغيره ـ وبالجملة لا شبهة فى ان النسبة لا يعقل ان توجد فى الخارج الا بوجود رابط لا فى نفسه مع ان طبيعى معناها لو كان قابلا للحاظ الاستقلالى لكان من الماهيات التامة كالجواهر والاعراض