.................................................................................................
______________________________________________________
اوعية الواقع كان موجودا لا بد من وجود الرابط ايضا فى ذلك الوعاء والى هذا يرجع تقسيمهم للقضية فى المنطق الى ثنائية وثلاثية بان سموا ما لا يحتاج الى الرابط بالثنائية وما يحتاج اليه بالثلاثية فقالوا ان القضية التى محمولها الوجود المطلق وما هو مفاد الهلية البسيطة ثنائية والتى محمولها الوجود المقيد ومفاد الهلية المركبة ثلاثية واما اذا لم يكن للقيد وجود آخر غير وجود ما اسند اليه وما قيد به ولو كان وجوده فى نفسه عين وجوده لموضوعه بل ولو كان وجودا اعتباريا فلا يحتاج الى وجود رابط بينهما الا فى الذهن وفى مرحلة تشكيل القضية اما عدم الاحتياج فى غير تلك المرحلة فلانه ليس هناك وجودان حتى نقول بلزوم رابط بينهما فى الوعاء الذى وجد القيد فى ذلك الوعاء ، واما الاحتياج فى تلك المرحلة فلان تشكيل القضية لا يمكن إلّا بان يكون فرق بين الموضوع والمحمول ولو كان ذلك الفرق اعتباريا فباعتبار ذلك الفرق والتغاير لا بد من وجود رابط فى عالم الذهن واللحاظ حتى يربط احدهما بالآخر فى تلك المرحلة ولذلك ان كل قضية لا بد فيها من تصور الموضوع والمحمول والنسبة الحكمية فمرادهم كون القضية ثنائية فى هذا القسم انه لا رابط بين الموضوع والمحمول فى خارج الذهن وغير مرحلة تشكيل القضية لا عدم الرابط فى تلك المرحلة فجميع الجمل مشتملة على النسبة بين اجزائها وبين متعلقاتها على اختلاف النسب ، وان شئت قلت ان الفرق بين القضية المعقولة وما تنطبق عليه خارجا ليس إلّا باختلاف الموطن بحيث لو امكن قلب احدهما الى الآخر لحصل التطابق بلا زيادة ونقصان فحينئذ فكما ان الربط التكوينى بين الجواهر والاعراض انما هو بوجودات الرابطة بحيث لولاها لا يستقل كل فى مكانه ولم يكن زيد مثلا مرتبطا بالدار ولا الدار مرتبطة بزيد فكذلك حال المعقولات فانه لا يلتئم الجواهر المعقولة مع الاعراض فى الذهن إلّا ببركة الربط الذهنى ـ وما ذكره فى اليقين والشك ففيه لا يمكن ان يكون وجود واحد متعلق الشك واليقين بتضادهما فيستدعى تضاد متعلقهما فى النفس والخارج مع ان الشك فى حصة خاصة هو الشك فى وجود النسبة والربط فانكار وجود الربط خلاف الوجدان ومن هنا ظهر الجواب عن الوجه الثانى فانه على هذا القول لا مانع من وضع الحروف لهذا الربط ويلاحظها بتوسيط مفهوم اسمى ولعل مراد المحقق الاصفهانى انها موضوعة لماهية النسبة وكون النسبة موجودة خارجا او ذهنا غير مأخوذ فى مدلول الحروف ويكون مراده تشبيه المعنى الحرفى والاسمى وان المعنى الحرفى بالنسبة الى المعنى الاسمى فى عالم المفاهيم فى الذهن كالوجود الرابط بالنسبة الى الوجود المحمولى فى الخارج لا ان المعنى الحرفى هو وجود الرابط ولذا يصرح بمجيء المعانى الحرفية فى موارد