فيلزم (١) ان يكون مقدمات الحكمة ايضا موجدة لاطلاق المعنى لا حاكيا عنه ولا
______________________________________________________
الربط بين اجزائه لانه تحصيل للحاصل وما تصورته النفس غير مرتبط فلا يعقل احداث الربط فيه لان الموجود لا ينقلب عما هو عليه ولكن يمكن ان يفنى ويحدث فى اثره وجود آخر بخصوصية اخرى مثلا النفس يمكن ان تتصور مفهوم زيد مستقلا وكذلك مفهوم الدار ويمكن ان تتصور هذين المفهومين مرتبطا بعضهما ببعض بان نتصور مفهوم قولنا زيد فى الدار فحينما يتلفظ بلفظ زيد يتصور السامع مفهومه مستقلا لا محاله اذ لا يعلم بالمعنى المركب ليتصوره مرتبطا فاذا اتبعه بقوله فى الدار فمدعى الايجادية يدعى اما احداث الربط فى الموجود غير المرتبط فقد تقدم انه غير معقول او احداث موجود آخر مرتبط غير المتصور الاول وهو خلاف الوجدان. وتوضيح اكثر كما فى مرحلة الخارج هيئات ونسبا خارجية متحققة كوضع حجر على حجر آخر كذلك ايضا فى عالم الذهن لنا ان نلاحظ ونتصور هيئات كاحجار موضوعه بعضها على بعض كما ان لنا التصور احجارا لا يكون بينها ارتباط كالخارج متفرقات فاذا تصور شخص الحجر الموضوع على حجر آخر بهذا الارتباط الخاص واراد القاء ما تصوره فيبرز بقوله الحجر على حجر بذكر على للارتباط الخاص الذى بين المفهومين فلا محاله تحقق هذا الارتباط الخاص قبل هذا الاستعمال فى ذهنه فيكون ايجادها فى الحروف تحصيل للحاصل فتعين عن الكشف عما فى ذهنه من الصورة الخاصة هو الاخطارية.
(١) هذا هو الجواب الثانى من انه لو كان الدليل على التقييد موجدا للمعنى كان الدال على الاطلاق ايضا موجدا له لانهما سيان بالنسبة الى الطبيعة المهملة مع انه لا يلتزم به احد فلا محاله كما ان الدال على الاطلاق ينبأ عن المعنى كذلك الدال على التقييد ينبأ عن ذلك فتلخص مما ذكرنا انه على ما هو التحقيق من مسلك السلطان فى وضع اسامى الاجناس من كونها موضوعة للماهية المهملة والجامع بين الطبيعة المجردة والمقيدة لا محيص من الالتزام بكون الحروف ايضا كالاسماء حاكية عن مداليلها لا موجدة لها فعند ملاحظة مفهومى الاسمين مرتبطا احدهما بالآخر كالماء فى الكوز والسير من البصرة لا بد فى مقام الحكاية والقاء ما فى الذهن الى المخاطب من جعل الاسم حاكيا عن مدلوله والاداة عن الارتباط الخاص بين المفهومين ولا سبيل ح الى دعوى موجدية الاداة للربط الخاص بين المفهومين بعد فرض تحقق الربط بينهما قبل ذكر الاداة كما هو واضح ـ مضافا الى انه نقول بانه لازم كاشفية الاسماء عن مداليلها انما هو تحقق مضامينها فى رتبة سابقة عن كشف الالفاظ عنها كما هو شأن كل محكى بالنسبة الى حاكيه وح فلو كان شان الاداة والهيئات هو الموجدية لمداليلها التى هى الارتباطات الخاصة بين مفاهيمى الاسماء يلزمه تأخر صقع الارتباط بين المفهومين عن صقع