لا يقتضى (١) ذلك (٢) ايضا كون اللفظ موجدا بل اللفظ ايضا حاك من ايقاع هذه النسب وح لنا ان ندعى ان الحروف بقول مطلق حاكيات عن النسب ثابته (٣) ام اثباتا (٤) كما (٥)
______________________________________________________
محيض من الالتزام بالكاشفية كما فى الاسماء وذلك عن صورة ايقاع الربط بين المفهومين الموجودة فى ذهنه فى مرحلة تصوره نعم لما لا يكون مثل هذا الربط الايقاعى ملحوظا الا خارجيا ربما اوجب ذلك تخيل كون المعنى والموضوع له عبارة عن ايقاع الربط الخارجى فتأمل جيدا.
(١) الجواب الثانى انه لا يلازم كون اللفظ موجدا بل يحكى عن النسبة الايقاعية فالمستعمل فيه فى التمنى هى النسبة الخاصة بين المتمنى والمتمنى اعنى بها تشوّق المتمنى الى حصول ما لا طمع له بحصوله وفى الترجى نسبة اخرى كما سيأتى مفصلا.
(٢) اى ما كان حاصلا بقصده كما مر.
(٣) اى النسبة الوقوعية والخبرية.
(٤) اى النسبة الايقاعية والانشائية فتلخص من الجواب الثانى ان الحروف مطلقا حاكيات بمقتضى الارتكاز والوجدان سواء كان حكاية عن النسبة الثابتة المحفوظة كالاخبار او عن نسبة ايقاعية توقعها المستعمل فى وعائها المناسب لها كالانشاء فكل منهما مشترك فى جهة الحكاية مضافا الى ما يرد على الايجادية بقول مطلق من انا لا نتعقل مفهوما محصلا لايجادية مداليل الحروف والهيئات فانه ان اريد بايجاديتها حضورها فى الذهن باعتبار ما يكون للنفس من الخلاقية للصور فى وعاء الذهن فهو مسلم لا يعتريه ريب ولكنه نقول بان هذا المعنى لا يكون مختصا بمداليل الحروف والهيئات فيجرى فى الاسماء ايضا ففى مثل الماء فى الكوز كان كل واحد من مفهوم الماء والكوز والنسبة الظرفية بينهما من موجدات النفس حسب ما لها من الخلاقية للصور بلا خصيصة لذلك بالحروف ولكن لا يكون الموضوع له ح هو هذه المفاهيم بقيد وجودها فى الذهن بل الموضوع له ح هو نفس المتصور الذى تعلق به اللحاظ والتصور وذلك ايضا لا بما هو هو بل بما هو يرى خارجيا وفى هذه المرحلة كما لا يكون مداليل الاسماء ايجادية كذلك الحروف ايضا ـ وان اريد بايجادية معانى الحروف كون الحروف موجدة لها فى مقام الاستعمال فهو ايضا امر لا نتعقله بعد فرض تحقق تلك النسبة والارتباطات الخاصة بين المفهومين قبل استعمال اداتها اذ هو كما مر من تحصيل الحاصل وغير محتاج اليه.
(٥) ثم قام قدسسره فى بيان النص الوارد عن مولانا امير المؤمنين صلوات الله عليه