موجدة للنسب الخاصة كلام الامر وأداة النداء والتمنى والترجى وامثالها (١) فى قبال سائر الحروف الحاكية عن نسب ثابتة (٢) وفيه انه على فرض تسليم ايقاعية مفاهيم هذه الالفاظ كما سيأتى توضيحها (٣)
______________________________________________________
(١) كاداة الاستفهام والحروف المشبهة بالفعل وغيرها مما يكون مداليلها عبارة عن ايقاع النسبة فانها موجدة لها فان يا زيد وانت وهذا ونحوها موجد لمصاديق النداء والاشارة والاستفهام وان كان بمنزلة تحريك اليد والعين توجد مصداق النداء حقيقة ومصداق الاشارة والخطاب والبعث نحو الشيء كذلك ايضا بتلك الاداة يا زيد توجد مصداق النداء وانت توجد فردا للخطاب وكذا هذا توجد مصداق الاشارة وليضرب توجد مصداق البعث الى الضرب من دون ان يكون تحقق لتلك المصاديق قبل هذا الاستعمال.
(٢) كاداة الجارة ونحوها كالماء فى الكوز وسرت من البصرة فانه فيها قبل هذا الاستعمال كان لتلك النسبة واقع تطابقه تارة ولا تطابقه اخرى.
(٣) يظهر منه قدسسره فى الجواب الاول انه محل كلام بينهم هل يكون التمنى والترجى وامثالهما من الانشاء والايقاع او الاخبار والوقوع وسيأتى فالاخبار عبارة عن وقوع النسبة وثبوتها وفى الانشاء ايقاعها وهو خروجها من العدم الى الوجود ولذا قيل المستعمل ان قصد الحكاية عن نسبة ثابتة خارجية كان اخبارا وان قصد موجديتها للمبدا تكون إنشاء مضافا الى ان منشأ التوهم هو توهم وضع هذه الاداة للنداء الخارجى والاشارة والخطاب والاستفهام الخارجية فعلى هذا الاساس لا محيص من القول بكونها آلات لايجاد معانيها وان معانيها معان احداثية ولكنه توهم فاسد كيف وان المعنى الحرفى ليس إلّا عبارة عن الربط الخاص بين المفهومين لا الربط بين الخارجيين فلو انه كان مثل هذه الاداة موضوعا لايقاع مصداق النداء الخارجى والاستفهام والبعث والتمنى الخارجى يلزم كون معانيها من سنخ الارتباطات المتقومة بالخارجيات وهو كما ترى لا يلائم مع حرفية المعنى فيها من جهة ان المعنى الحرفى كما عرفت انما هو عبارة عن الروابط الذهنية القائمة بالمفاهيم كما يشهد لذلك ايضا استعمال تلك الاداة احيانا فى معانيها لا بداعى النداء والاستفهام والبعث الحقيقى الخارجى بل بغيره من الدواعى الأخر من هزل او سخرية كما هو كذلك فى أداة التمنى والترجى يا ليتنى كنت جمادا مع كون الاستعمال المزبور ايضا على نحو الحقيقة دون المجاز فان ذلك شاهد عدم كونها الا موضوعة لايقاع الربط والنسبة ذهنا بين المفهومين فى موطن الاستعمال المطابق تارة للربط الخارجى واخرى لا غايته انه لا بما هو ربط ذهنى بحيث يلتفت الى ذهنيته بل بما انه يرى خارجيا تصورا وان كان تصديقا يقطع بخلافه وعليه لا