ان النظر (١) الى هذه المصاديق (٢) لما كانت مرآتية للخارجيات (٣) فيرى الانسان خارجيه (٤) مع انها (٥) فى الواقع لا يكون كذلك الا عند الجد باظهارها (٦) ولعمرى ان مثل هذه الجهة (٧) ربما اوقع فى وهم من توهم بانها موضوعة لايقاع حقائق هذه
______________________________________________________
الجزئية التى لا يكاد ينفك عنها فالموضوع له لهذه الحروف كالمستعمل فيه عام كالوضع ايضا ولهذا يصح كما تقدم بنحو الحقيقة انشاء التمنى والترجى مثلا بهذه الحروف ولو بداعى الهزل والسخرية وغيرهما من الدواعى الاخرى غير داعى الجد وذلك بإبقاء مدلولها الذاتى اعنى به مفهومها فى مدلولها بالعرض اعنى به طبيعى التشوق النسبى الخارجى اذا عرفت ذلك فنقول.
(١) فان هذه الادوات كما عرفت موضوعة لايقاع النسبة ذهنا بين المفهومين لكن لا بما هو ربط ذهنى بحيث يلتفت الى ذهنيته بل بما انه يرى خارجيا تصورا وان كان تصديقا يقطع بخلافه ، وح قدسسره يشير الى وجه توهم كون هذه الاداة آلة لايجاد التمنى او الترجى خارجا وذلك لاجل فناء مفهومها فى المدلول عليه بالعرض اعنى به طبيعى التشوق الخارجى الموجود بالوجود الزعمى الجامع بين جزئيات التشوق الكاشف عن وجود صفة التمنى توهم ان مدلولها بالعرض دائما هو التشوق الجزئى القائم فى نفس المتمنى او المترجى لكون الغالب هو ذلك ولم يلتفت المتوهم الى ان مدلولها بالعرض هو طبيعى التشوق الموجود بالوجود الزعمى فى فرده الخارجى اعنى به ذلك التشوق الجزئي القائم فى نفس المتمنى او المترجى لا ذلك الفرد الجزئى بنفسه والموجود بالوجود المفروغ عنه وإلّا لم يصح استعمال هذه الحروف فى طبيعى التشوق المذكور فى مقام الهزل او السخرية إلّا بنحو المجاز والوجدان العرفى لا يرى بين استعمالها فى انشاء التمنى والترجى بداعي الحقيقة والجد واستعمالها بداعى الهزل والسخرية فرقا.
(٢) القائم بالنسب الإيقاعية.
(٣) اى التشوق الجزئى القائم فى نفس المتمنى او المترجى.
(٤) فيتوهم ان مدلولها دائما هو التشوق الجزئى القائم فى نفس المتمنى او المترجى.
(٥) اى تلك المراتبة للخارجيات.
(٦) اى فى صورة الجد باظهار تلك الصفات لا الهزل والسخرية مع صحة انشاء هذه الامور فى الجميع.
(٧) وبعبارة واضحة لما لا يكون مثل هذا الربط الايقاعى ملحوظا الا خارجيا ربما اوجب ذلك تخيل كون المعنى والموضوع له فيها عبارة عن ايقاع الربط الخارجى ولكن