.................................................................................................
______________________________________________________
كما عرفت فى الوجه السابق يختلف زيادة ونقيصه فلا يكون هناك ما يلحظ الزائد والناقص بالقياس عليه كى يوضع اللفظ لما هو الاعم انتهى فليس الصحيح امرا واحدا معينا مضبوطا كى يتخذ مقياسا ويكون هو الملحوظ اولا عند الواضع ثم يوضع اللفظ بازاء الاعم منه ومن الزائد والناقص هذا مضافا الى ان ظاهر الفقهاء فيما كان المقدار موضوعا للحكم الشرعى كيلا او وزنا او مساحة اعتبار التام اعتمادا على كون اللفظ حقيقة فيه مجازا فى الناقص فلاحظ باب الطهارة والصلاة والزكاة والكفارات ونحوها هذا ولكن لعل مراد المستدل الكيل والوزن يطلق على كيل الماء وهو اناء وكيل الجص وهو كثير فيكون موضوعا للجنس والمقدار وهذا مصاديقه هذا كله ما ذكره فى الكفاية وهنا وجه ذكره استادنا البجنوردي ونسبه الى نفسه وهو ماخوذ من المحقق العراقى قدسسره وعلى اى قال فى المنتهى ج ١ ص ٥٨ الرابع ما خطر بالبال وهو انه لا شك فى ان بين افراد كل نوع من الانواع والماهيات المتأصلة الموجودة فى الخارج سنخية وجودية وهذه السنخية غير السنخية التى بين جميع الوجودات وتكون زائده عليها فكانه هناك سنخيتان سنخية عامة بين جميع مراتب الوجود وهذا هو معنى ان حقيقة جميع الوجودات حقيقة واحدة مقولة بالتشكيك وسنخية خاصه مختصة بافراد كل نوع بمعنى انه بين كل فرد من افراد نوع وسائر افراد ذلك النوع سنخية بحيث ليس مثل هذه السنخية بينه وبين افراد سائر الانواع وهذا امر بديهى وجدانى لا يمكن ان ينكر فان السنخية الموجودة فى الخارج بين زيد وعمرو بحسب الوجود ليس مثل تلك السنخية بينه وبين الفرس او الحمار مثلا موجودا وهذه الوحدة السنخية لا تتنافى مع الكثرة العددية ولعل المراد من الوجود السعى لكل طبيعة هو هذا المعنى الذى لا يابى عن الكثرة وإلّا قلنا ان الوجود الحقيقى الخارجى مع الكثرة العددية لا يتلائمان لانه هو مناط التشخص والوحدة فمحال ان تصدق مرتبه من الوجود الخارجى على كثيرين اذا عرفت ما ذكرنا فتقول من الممكن ان يكون اللفظ موضوعا لذلك السنخ الواحد وبعبارة اخرى السنخية معنى مشترك بين جميع افراد ذلك النوع فليكن ذلك هو الجامع المطلوب فى هذا المقام ويكون هو الموضوع له لالفاظ العبادات كل واحد منها للسنخية التى بين افراد نوعه مثلا لفظ الصلاة موضوع للسنخية التى بين افراد الصلاة وهكذا لفظ الصوم والحج وغير ذلك ولا شك فى ان السنخية التى تكون بين افراد الصلاة هى غير السنخية التى بين افراد الصوم وهكذا فى غيرهما من سائر العبادات ، والشاهد على وقوع هذا المعنى بعد فرض امكانه هو فهم المتشرعة بل العرف من لفظ كل واحد من العبادات ذلك السنخ الخاص الجامع بين جميع افراد ذلك النوع ـ الى ان قال ـ بناء على ما