الكلام (١) فى التصديق بايهما فى مقام وضع اللفظ فنقول الاقوى المصير الى الاعم (٢) وذلك لا لمحض (٣) صحة التقسيم (٤) بحسب الارتكاز الآبى للحمل على المجاز (٥)
______________________________________________________
ذكرنا فلا يمكن تصوير الجامع الا بين الافراد الصحيحة لان السنخية ليست إلّا بين تلك الافراد واما الافراد الفاسدة فليس بينها وبين الافراد الصحيحة سنخية اصلا نعم ربما يشبهها صورة وشكلا لا حقيقة ولا روحا لان الصلاة الصحيحة من افضل العبادات وتلك الصلاة الفاسدة اى المرائى تضرب على راسه وتكون وبالا عليه ـ الى ان قال ـ ليست تلك السنخية بين افراد مقوله وافراد مقوله اخرى ولكن هاهنا ليس الامر كذلك بل كلا منافى وجود السنخية بين افراد المركب من مقولتين لان مجموع المقولتين موجود فى كل فرد من افراد هذا المركب ـ الى ان قال ـ ان معنى السنخية بين شيئين او اشياء بحسب الوجود هو ان جهة وحدة تتحقق بينها تكون هى منشأ ان يقال انها سنخ واحد نعم ان هذه الوحدة لا تتنافى مع الكثرة العددية لان هذه سنخ آخر من الوحدة وتلك الجهة ذاتيه للمتكثرات وتحمل على جميعها مثلا مفهوم الوجود بناء على انه ليس مشتركا لفظيا بل هو مشترك معنوى لا بد وان يكون موضوعا لتلك الجهة اى جهة السنخية الموجودة بين الوجودات وإلّا فنفس الوجودات لا شك فى انها متكثرات الى آخر كلامه وهو بعينه ما افاده المحقق العراقى قدسسره وما توهمه من اختصاصه بالصحيحى غير تام لان مفهوم الوجود يعم الصحيح والفاسد نعم السنخية يمكن ان يكون فى افراد الصحيحة لكن بعد ما ارجعها الى مرتبه من الوجود يعم فانه يرد على السنخية كونها مراد فاللفظ الصلاة وليس من المتفاهم المتشرعة ذلك والاثر للصلاة لا للسنخية كما ان الصلاة هى المامور بها فالسنخية المجردة غير تام كما هو واضح.
(١) الامر الحادى عشر فى ادلة القولين والمختار منهما فى مقام الوضع.
(٢) وهو الوضع للاعم من الصحيح والفاسد لوجوه.
(٣) أي ليس الوجه للاعم منحصرا بصحة التقسيم ولو انه ايضا احد الوجوه.
(٤) وهو الوجه الاول من صحة تقسيم معنى لفظ العبادة كالصلاة الى الصحيح والفاسد ولما ان التقسيم المزبور انما يقصد به المعنى الارتكازي من لفظ العبادة لا المعنى المستعمل فيه فقط يكشف صحته عن كون المقسم هو المعنى الارتكازي الاجمالى لهذا اللفظ وهو الذى يكون متوقفا عليه فى علائم الحقيقة.
(٥) لما عرفت من ان التقسيم ولو من شئون المعنى لا من شئون اللفظ لكن التقسيم المزبور لمعنى اللفظ الارتكازي لا للمعنى من حيث هو حتى يكشف عن عموم المعنى لا عن