لمعناه بمعنى كون لحاظ المعنى بعين لحاظ اللفظ بنحو يعبر اللحاظ من اللفظ الى المعنى (١) وان النظر الى اللفظ (٢) عبورى على وجه لا يلتفت الانسان اليه بل تمام التفاته الى المعنى بحيث كانه يوجد المعنى بلسانه فلا شبهة فى ان لازم هذا المسلك عند ارادة المعنيين بنحو الاستقلال فى شخص لحاظه بتوسيط لفظ واحد توجّه اللحاظين الى لفظ واحد (٣)
______________________________________________________
(١) وهو معنى كونه يكون آلة للحاظ المعنى.
(٢) آليّ.
(٣) لان المفروض ان اللاحظ واحد واللفظ واحد واللفظ قنطرة للمعنى ويكون اللفظ واسطة للانتقال ومورد لتعلق اللحاظ بدوا فيكون الانتقال الى المعنى بتوسيط اللفظ ومن باب السراية منه اليه فيلزم اجتماع اللحاظين والنظرين فى شىء واحد ، قال فى الكفاية ج ١ ص ٥٤ ولا يكاد يمكن جعل اللفظ كذلك الا لمعنى واحد ضرورة ان لحاظه هكذا فى ارادة معنى ينافى لحاظه كذلك فى ارادة الآخر حيث ان لحاظه كذلك لا يكاد يكون إلّا بتبع لحاظ المعنى فانيا فيه فناء الوجه فى ذى الوجه والعنوان فى المعنون ومعه كيف يمكن ارادة معنى آخر معه كذلك فى استعمال واحد مع استلزامه للحاظ آخر غير لحاظه كذلك فى هذا الحال وبالجملة لا يكاد يمكن فى حال استعمال واحد لحاظه وجها لمعنيين وفانيا فى الاثنين إلّا ان يكون اللاحظ احول العينين يرى الواحد اثنين الخ ، وقال المحقق الاصفهانى فى النهاية ج ١ ص ٦٤ ان النظر بالذات الى المعنى وان اللفظ آلة لحاظه ولا يعقل ان يكون آلة اللحاظ فى حال كونه كذلك ملحوظا بلحاظ آخر لا آليا ولا استقلاليا لامتناع تقوم الواحد بلحاظين حيث انه من قبيل اجتماع المثلين او لامتناع الجمع بين اللحاظين فى لحاظ واحد للزوم تعدد الواحد ووحدة الاثنين الخ والحاصل انه لا مانع من ان يكون الوجود الواحد وجودا اعتباريا لعدة اشياء مجتمعه واما على سبيل الاستقلال والانفراد فلا يمكن لان معنى اعتبار الاتحاد بين اللفظ وهذا المعنى هو ان يكون الاثنان واحدا وحيث ان وجود اللفظ وجود شخصى فليس هناك وجود آخر حتى يتحد مع ذلك المعنى الآخر ولا يقاس بمقام الجعل لانه هناك يعتبر الواضع الاتحاد بين طبيعى اللفظ والمعانى المختلفة بالنوع او بالشخص ففى الحقيقة مرجع ذلك الجعل والاعتبار الى ان كل وجود من وجودات هذه اللفظة متحد مع معنى من هذه المعانى وهذا غير مقام الاستعمال حيث انه يوجد وجودا واحدا من طبيعى اللفظ ويجعله وجودا تنزيليا لهذا المعنى ويفنيه فيه ويلقى المعنى بالقائه وليس وجود آخر فى البين حتى يلقى المعنى الآخر بالقائه هذا مضافا الى ان نظره الى اللفظ آلى والى المعنى استقلالى بحيث