فقال له حصين : ومن أهل بيته يا زيد ، أليس نساؤه من أهل بيته ؟
قال : نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده .
قال : ومن هم ؟
قال : هم آل علي ، وآل عقيل ، وآل جعفر ، وآل عباس .
قال : كل هؤلاء حرم الصدقة ؟
قال : نعم . انتهى .
ورواه البيهقي في سننه ٧ / ٣٠ و ١٠ / ١١٤ .
وفي مجمع الزوائد : ١ / ١٧٠ : عن زيد بن ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إني تركت فيكم خليفتين : كتاب الله ، وأهل بيتي ، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات ) . ورواه بنحوه : ٩ / ١٦٢ وقال : رواه أحمد وإسناده جيد .
وأما أبو داود فلم يرو حديثاً صريحاً في الثقلين ، ولكنه عقد في سننه : ٢ / ٣٠٩ كتاباً باسم ( كتاب المهدي ) وروى فيه حديث الأئمة الإثني عشر وبشارة النبي صلىاللهعليهوآله بالإمام المهدي وأنه من ذرية علي وفاطمة عليهماالسلام ، وروى عن النبي صلىاللهعليهوآله قوله ( لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلاً من أهل بيتي يملأها عدلاً كما ملئت جوراً ) . انتهى .
والذي يؤكد ما ذكرناه من أن الوصية بالعترة حذفت من خطب حجة الوداع : أن الكلام النبوي الذي هو جوامع الكلم ، له خصائص عديدة يتفرد بها .. ومن خصائصه أنه يستعمل تراكيب معينة لمعان معينة ، لا يستعملها لغيرها ، فهو بذلك يشبه القرآن . وتركيب ( ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ) خاصٌّ لوصيته للأمة بالقرآن والعترة ، لم يستعمله صلىاللهعليهوآله في غيرهما أبداً .. كما أن تعبير : إني تارك فيكم الثقلين لم يستعمله في غيرهما أبداً .
ولذلك
عندما قال لهم في مرض وفاته : إيتوني بدواة وقرطاس أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً .. فهمت قريش أنه يريد أن يلزم المسلمين بإطاعة الأئمة من عترته