بيتي . وفي الباب عن أبي ذر ، وأبي سعيد ، وزيد بن أرقم ، وحذيفة بن أسيد . هذا حديث غريب حسن ، من هذا الوجه . وزيد بن الحسن قد روى عنه سعيد بن سليمان ، وغير واحد من أهل العلم . انتهى .
ومن الملاحظ أن عدداً من المصادر السنية روت وصية النبي صلىاللهعليهوآله في حجة الوداع بالكتاب وحده ، بدون العترة !
ففي صحيح مسلم : ٤ / ٤١ ( وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به : كتاب الله ) ومثله في أبي داود : ١ / ٤٢٧ ، وسنن البيهقي : ٥ / ٨ ، ونحوه في ابن ماجة : ٢ / ١٠٢٥ ، وفي مجمع الزوائد : ٣ / ٢٦٥ : بصيغة ( أيها الناس إني تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا : كتاب الله فاعملوا به ) .
والمتتبع لأحاديث الباب يطمئن بأن الذي حصل هو إسقاط العترة من الرواية التي رواها هؤلاء ، إما لنسيان الراوي ، أو بسبب رقابة قريش على خطب نبيها صلىاللهعليهوآله !
والدليل على ذلك : أن نفس المصادر التي روت هذا الحديث ناقصاً في حجة الوداع ، روته تاماً في غيرها ، فيحمل الناقص على التام !
فقد روى مسلم والبيهقي وابن ماجة والهيثمي بروايات متعددة ، وصية النبي صلىاللهعليهوآله بالقرآن والعترة معاً ، وتأكيداته المتكررة على ذلك ..
ـ ففي صحيح مسلم : ٧ / ١٢٢ :
عن زيد بن أرقم ( قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خماً ، بين مكة والمدينة ، فحمد الله وأثنى عليه ، ووعظ وذكر ، ثم قال :
أما بعد ، ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله ، واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ، ثم قال :
وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي .