فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يامعشر قريش لتنتهن أو ليبعثن الله عليكم من يضرب رقابكم بالسيف على الدين ، قد امتحن الله قلوبهم على الإيمان ! قالوا من هو يا رسول الله ؟
فقال له أبو بكر : من هو يا رسول الله ؟
وقال عمر : من هو يا رسول الله ؟
قال هو خاصف النعل ، وكان أعطى علياً نعله يخصفها . هذا حديث حسن صحيح غريب ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث ربعي عن علي .
ـ وروى أبو داود : ١ / ٦١١
عن ربعي بن حراش عن علي بن أبي طالب قال : خرج عبدانٌ الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يعني يوم الحديبية قبل الصلح ، فكتب إليه مواليهم فقالوا : يا محمد والله ما خرجوا إليك رغبة في دينك ، وإنما خرجوا هرباً من الرق !
فقال ناسٌ : صدقوا يا رسول الله ردهم إليهم !
فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : ما أراكم تنتهون يا معشر قريش حتى يبعث الله عليكم من يضرب رقابكم على هذا !
وأبى أن يردهم وقال : هم عتقاء الله عز وجل . انتهى .
ولا يغرك ذكر الحديبية في الحديث ، فهذا من أساليب الرواة القرشيين في التزوير فالحادثة وقعت بعد فتح مكة ، ولو كانت قبله لطالب سهيلٌ النبي صلىاللهعليهوآله بالوفاء لهم بشرطهم ، لأنهم شرطوا على النبي صلىاللهعليهوآله في صلح الحديبية أن يرد اليهم من يأتيه منهم ، ولا يردون اليه من يأتيهم من المسلمين !
ولو كانت قبل فتح مكة ، لكانت مطالبةً بشرطهم ، وما استحقت هذا الغضب النبوي الشديد ، وهو لا يغضب إلا بحق ، ولا يغضب إلا لغضب الله تعالى ، ولا يرضى إلا بما يرضي الله تعالى !