لأن المعتمد عندنا أن الآية نزلت يوم الثامن عشر من ذي الحجة ، وأن وفاته صلىاللهعليهوآله كانت في يوم الثامن والعشرين من صفر ، فتكون الفاصلة بنحو سبعين يوماً .
وقد ثبت عندنا أن الآية نزلت يوم الخميس ، وفي رواية يوم الجمعة ، كما ثبت عندنا أن بعثة النبي صلىاللهعليهوآله كانت يوم الإثنين ، وأن علياً عليهالسلام صلى معه يوم الثلاثاء ، وأن وفاته صلىاللهعليهوآله كانت في يوم الإثنين أيضاً ، وقد تكون سورة المائدة نزلت يوم الإثنين أي أكثرها ، ثم نزلت بقيتها بعد ذلك ، ومنها آية التبليغ ، وآية إكمال الدين .
عاشراً : إن القول بأن يوم عرفة في تلك السنة كان يوم جمعة ، تعارضه الروايات التي سجلت يوم حركة النبي صلىاللهعليهوآله من المدينة ، وأنه كان يوم الخميس لأربع بقين من ذي القعدة . وهو الرواية المشهورة عن أهل البيت عليهمالسلام ، وهي منسجمةٌ مع تاريخ نزول الآية في يوم الغدير الثامن عشر من ذي الحجة .
وذلك ، لأن سفر النبي صلىاللهعليهوآله كان في يوم الخميس ، أي في اليوم السابع والعشرين من ذي القعدة ، لأربع بقين من ذي القعدة هي : الخميس والجمعة والسبت والأحد .. ويكون أول ذي الحجة يوم الإثنين ، ووصول النبي صلىاللهعليهوآله الى مكة عصر الخميس الرابع من ذي الحجة في سلخ الرابع ، كما في رواية الكافي : ٤ / ٢٤٥ ، ويكون يوم عرفة يوم الثلاثاء ، ويوم الغدير يوم الخميس الثامن عشر من ذي الحجة . وهذه نماذج من روايات أهل البيت عليهمالسلام في ذلك :
ـ ففي وسائل الشيعة : ٩ / ٣١٨
محمد بن إدريس في ( آخر السرائر ) نقلاً من كتاب المشيخة للحسن بن محبوب قال : خرج رسول الله صلىاللهعليهوآله لأربع بقين من ذي القعدة ، ودخل مكة لأربعٍ مضيْن من ذي الحجة ، دخل من أعلى مكة من عقبة المدنيين ، وخرج من أسفلها .
ـ وفي الكافي : ٤ / ٢٤٥
عن أبي
عبد الله عليهالسلام قال : حج رسول الله صلىاللهعليهوآله عشرين حجة ... إن رسول الله صلىاللهعليهوآله أقام بالمدينة عشر سنين لم يحج ، ثم أنزل الله عز وجل عليه : وأذن في الناس بالحج