أما الذين سألهم جابر بن سمرة عن الكلمة ، فتقول أكثر الروايات إنه سأل أباه سمرة ، فتكون الشهادة بتوسيع دائرة الأئمة من هاشم الى قريش ، متوقفةً على وثاقة سمرة أيضاً ! كما رأيت في روايتي البخاري ومسلم ، وغيرهما .
ولكن في رواية أحمد : ٥ / ٩٢ ( بعدي اثنا عشر أميراً ، ثم لا أدري ما قال بعد ذلك ، فسألت القوم كلهم فقالوا : قال كلهم من قريش ) . ونحوه في ص ٩٠ ، وفي ص ١٠٨ ( يكون بعدي اثنا عشر أميراً ، قال ثم تكلم فخفي على ما قال ، قال فسألت بعض القوم ، أو الذي يلي ، ما قال ؟ قال : كلهم من قريش ) .
ـ وفي : ٥ / ٩٩ ( فخفي علي فسألت الذي يليني ) ونحوه في : ٥ / ١٠٨
ـ وفي معجم الطبراني الكبير : ٢ / ٢٧٧ ح ٢٠٤٤ ، أن ابن سمرة قال إن القوم زعموا زعماً أن النبي صلىاللهعليهوآله قال إنهم من قريش ! قال ( سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : يكون اثنا عشر أميراً ، ثم تكلم بشئ لم أسمعه ، فزعم القوم أنه قال : كلهم من قريش ) .
والواقع أنه يصعب على الإنسان أن يقبل خفاء أهم كلمة عن الأئمة الذين بشر بهم النبي صلىاللهعليهوآله ، وفي مثل ذلك الجو الهادئ المنصت في عرفات ! ثم لا يسأل أحدٌ النبي صلىاللهعليهوآله عن الكلمة الخفية التي هي لب الموضوع !
هذا وقد روى ابن سمرة نفسه أن النبي صلىاللهعليهوآله كان يخطب وهو راكبٌ على ناقته ، وهذا يعني أنه كان حريصاً على أن يوصل صوته الى الجميع !
ففي مسند أحمد : ٥ / ٨٧ ( ثم خفي من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال وكان أبي أقرب الى راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم مني !
بل رووا أنه النبي صلىاللهعليهوآله أمر شخصاً جهوري الصوت ، فكان يلقي خطبته جملةً جملة ، ويأمره أن ( يصرخ ) بها ليسمعها الناس !
ـ ففي مجمع الزوائد : ٣ / ٢٧٠
عن عبد
الله بن الزبير قال : كان ربيعة بن أمية بن خلف الجمحي وهو الذي كان يصرخ يوم عرفة تحت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال له رسول الله صلى